تمويل عبداللطيف جميل للمشاريع الصغيرة , ماهو تمويل المشروعات الصغيرة من عبد اللطيف جميل

في الوقت الذي يزداد فيه الحديث عن المسؤولية الاجتماعية للشركات في السعودية، تبرز برامج عبد
اللطيف جميل لخدمة

المجتمع، كنموذج لهذا النوع من المساهمة الاجتماعية من خلال خمسة برامج اساسية، تدعم الاقتصاد وتضخ
فيه يوميا فرص

عمل جديدة او مشاريع صغيرة ترى النور.

وينظر الكثيرون لدور برامج عبد اللطيف جميل لخدمة المجتمع على انها النموذج الذي يمكن من
خلاله قياس مدى قيام

الشركات بمسؤوليتها الاجتماعية، ودعم الاقتصاد، وهو ما عبر عنه الدكتور غازي القصيبي وزير العمل السعودي،
الذي تمنى

-في منتدى جدة الاقتصادي في شهر فبراير/شباط الماضي- “ان يحصل على مصباح علاء الدين ليطلب
منه 100 شخص من

امثال رجل الاعمال محمد عبد اللطيف جميل، تثمينا لدوره الرائد في خدمة المجالات العملية وتوفير
الفرص للشباب السعودي”.

ووفرت البرامج التي تتبناها شركة عبد اللطيف جميل عشرات الالاف من فرص العمل والدورات التدريبية
والمشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر، واوجدت المئات من قصص نجاح مشاريع شباب سعوديين لم ينتظروا العمل
كموظفين في القطاع الحكومي او الخاص.

تمويل 6 الاف مشروع

ويقول نائب رئيس برامج عبد اللطيف جميل لخدمة المجتمع الدكتور سعد عطية الغامدي “ان صندوق
عبد اللطيف جميل لدعم المشاريع الصغيرة، يمول المشروعات الصغيرة بمختلف مجالاتها الخدمية او الصناعية او
التجارية والتي يقل عدد عمالها عن 10 عمال، كما يقدم المساعدة في اعداد دراسة الجدوى
الاقتصادية واختيار الكفاءات العاملة والمتابعة والاشراف الاداري”.

وقال -في حديث خاص ل”الاسواق.نت”- ان عدد المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر التي دعمها الصندوق بلغ
قرابة 6 الاف مشروع في مجالات مختلفة، وبلغت قيمة ما تم تقديمه لها 110 ملايين
ريال (الريال = 3.75 ريالات سعودية).

واوضح ان “المشاريع الصغيرة لا يزيد التمويل المقدم لها عن 100 الف ريال، اما المشاريع
المتناهية الصغر فيتراوح تمويلها بين الف وخمسة الاف ريال”، مشيرا الى ان هذه البرامج حققت
رقما قياسيا من فرص العمل خلال عام 2007، وتمكنت من خلق اكثر من 21 الف
فرصة عمل من خلال مختلف البرامج الهادفة الى توفير فرص عمل، وذلك على مستوى المملكة.

وقال الغامدي ان المستهدف خلال هذا العام هو تحقيق 25 الف فرصة عمل في كافة
انحاء المملكة، مشيرا الى ان اجمالي عدد فرص العمل التي تم تحقيقها حتى الان منذ
بداية انطلاق البرامج في عام 2003 يصل الى 50 الف فرصة عمل.

وعن اداء الصندوق خلال العام الحالي في مجال المشاريع الصغيرة، قال “ان عدد الذين تم
منحهم سيارات اجرة عامة للعمل عليها خلال الربع الاول من العام بلغ 89 شابا، في
حين بلغ عدد الذين تم منحهم سيارات نقل للعمل عليها في نقل البضائع والمواد الغذائية
وغيرها 60 شابا”.

واوضح ان “عدد المشاريع الصغيرة التي تم دعمها للشباب والشابات بلغ 317 مشروعا ساهمت في
ايجاد 388 فرصة عمل، وقد تنوعت في شتى المجالات التجارية والصناعية والخدمية، في حين بلغ
عدد المستفيدات من برنامج الاسر المنتجة عدد 3709 سيدات”.

المشاريع المتوسطة

وعن تقييمه لبرامج عبد اللطيف جميل لخدمة المجتمع، يصف الخبير الاقتصادي واستاذ الاقتصاد في جامعة
الملك سعود الدكتور خالد الخثلان دور البرامج في دعم المشاريع الصغيرة بانه “ايجابي، وخاصة مع
اهمية تلك المشاريع في دعم الاقتصاد وتوفير فرص عمل وخفض معدلات البطالة، من خلال الفرص
التدريبية التي توفرها”.

واضاف، متحدثا ل”الاسواق.نت”، ان برامج عبد اللطيف جميل حلت مشكلات التمويل للكثير من الشباب الراغبين
في اقامة مشاريعهم، وخاصة مع وضع البنوك الكثير من الشروط امام الشباب للحصول على قروض
لاقامة تلك المشاريع.

وعلى الرغم من ان الخثلان وصف برنامج عبد اللطيف جميل لدعم المشاريع الصغيرة بانه “جيد
وايجابي”، الا انه راى انه “اقل من الطموح المامول من مثل شركة عبد اللطيف جميل”.

وقال ان “البرامج يجب ان تتوسع في تمويل المشاريع المتوسطة الاجل التي توفر عددا اكبر
من فرص العمل، وان تركز على المشاريع الفنية والتكنولوجية التي يحتاج اليها الاقتصاد والمجتمع السعودي”.

مشروع وجبات سريعة

وخلقت برامج عبد اللطيف جميل المئات من قصص النجاح، كما ساهمت في دخول السعوديين مجالات
عمل لم يالفوها من قبل، ومنها مهنة العمل في مطاعم الوجبات السريعة.

ومن الشباب الذين اقتحموا مجال العمل في هذا المجال وائل عدنان، بعد حصوله على قرض
بقيمة 100 الف ريال من برامج عبد اللطيف جميل.

ويقول عدنان لموقع “الاسواق.نت” انه حصل على بكالوريوس فنون واعلام من جامعة الملك عبد العزيز،
ورفض العمل السهل ذا الطابع المكتبي الاداري، وقرر اقتحام مجال العمل اليدوي لكي يؤسس لنفسه
مشروعا صغيرا.

واضاف “قررت اقتحام مجال تقديم الوجبات السريعة، وتبلورت لدي فكرة انشاء مطعم اسمه “فرن وصاج”
يقدم ساندويتشات بطريقة جديدة، حيث لا يستخدم الخبز الجاهز، وانما يتم تحضير السندوتشات بعجينة طازجة
وخلطة خاصة تجهز وتخبز عند الطلب في الفرن والصاج.

وعن خطوات تنفيذ مشروعه قال “بدات في اجراء دراسة الجدوى التي استغرقت 14 شهرا، وبعد
التاكد من امكانات نجاح المشروع، دخلت الخطوة الثانية وهي البحث عن مكان مناسب، وبعد العثور
على الموقع في احد الشوارع الرئيسة في حي الروضة في مدينة جدة، بدات اهم مراحل
المشروع وهي تصميم الديكورات والعلامة التجارية المميزة”.

ويضيف انه خلال تلك المراحل واجه عقبة توفير الدعم المالي، وكان صندوق عبد اللطيف جميل
لدعم المشاريع الصغيرة، هو الجهة التي لجا اليها طلبا للمساعدة والعون.

وتابع عدنان قائلا “عرفت نوعية التسهيلات الكبيرة التي يقدمها صندوق عبد اللطيف جميل للشباب السعودي
الراغب في تاسيس مشاريع صغيرة، ولعل اهم ما في تلك التسهيلات، ان قروضه المالية تقدم
بدون اية فوائد او عمولات ادارية”.

وقال “تقدمت للصندوق ولم تستغرق اجراءات الحصول على الدعم اكثر من شهر، حيث حصلت بعدها
على الدعم، الذي ساعدني في سرعة انجاز المشروع لكي يخرج في الصورة الحالية”.

واوضح انه، من خلال الدعم الذي حصل عليه، استطاع تاسيس مشروع كافة العاملين فيه من
السعوديين.

تمويل افكار غير تقليدية

اما نوال الجدعاني التي بدات تشق طريقها في مجال تصميم الازياء بمساعدة صندوق عبد اللطيف
جميل لدعم المشاريع الصغيرة، فتقول “ان الصندوق يعتبر صاحب سبق ودور رائد في تمويل المشاريع
والافكار غير التقليدية لدى الشباب السعوديين في كافة المجالات”.

وتقول الجدعاني التي تخرجت من كلية الاقتصاد المنزلي في تخصص ملابس ونسيج، انها كانت تحلم
بعد تخرجها بان يكون عندها مشغل، وحاولت اللجوء للعديد من المؤسسات طلبا لدعم مشروعها، الا
ان الفكرة لم تلق ترحيبا من مسؤولي تلك المؤسسات.

واضافت انها كادت تياس، ولكن خلال ترددها على الغرفة التجارية بجدة، رات اعلان صندوق عبد
اللطيف جميل لدعم المشاريع الصغيرة، فتوجهت على الفور للصندوق وقدمت مشروعها.

وقالت “كم كانت فرحتي حينما اقرت اللجنة الاستشارية بالصندوق المشروع”.

وعن كيفية مساعدة الصندوق لها قالت “ان الصندوق ساعدها في اعداد دراسة الجدوى الخاصة بالمشروع،
بهدف ترشيد نفقات المشروع، وساعدني مسؤولو البرنامج في اختيار مكان المشغل وتقديم اولى دفعات القرض
الحسن الذي تبلغ قيمته 100 الف ريال يسدد على ثلاث سنوات بدون فائدة، على اقساط
ميسرة شهرية، وبعدها يصبح المشروع ملكا خالصا لي”.

وتقول “افتتحت المشغل وبدات تصميماتي ترى النور بفضل دعم الصندوق”، مؤكدة ان حلمها بان ترى
تصميماتها يرتديها الصغار والكبار ما كان ليتحقق لولا المساندة التي تقدمها برامج عبد اللطيف جميل.

تملك ليموزين

اما الشاب هيثم عبد الله باجنيد، البالغ من العمر 26 عاما، فاكتفى بالحصول على الشهادة
المتوسطة، وقرر ان يسلك مهنة سائق ليموزين، رغم العوائق الاجتماعية والنفسية التي اثارتها العائلة امامه
بخصوص وضعية هذه المهنة.

واضاف -في حديثه ل”الاسواق.نت”- انه في البداية لم يكن يملك ما يكفي من المال لشراء
سيارة جديدة، فاضطر تحت وطاة ظروفه المالية للجوء الى مكاتب تاجير سيارات الاجرة العاملة في
هذا المجال، غير ان ذلك لم يكن مجديا.

وقال ان “فرصة العمر ظهرت حينما قرات بالجرائد اعلان صندوق عبد اللطيف جميل لدعم المشاريع
الصغيرة عن قبول دفعة جديدة من الشباب السعودي ضمن انشطة برنامج تمليك سيارات الاجرة العامة
“الليموزين” بمزايا رائعة، مثل تقديم سيارة جديدة، اجرها اليومي لا يتعدى 70 ريالا، ينتهي بالتمليك
بعد ثلاث سنوات، وتقديم الصيانة الدورية له، بالاضافة للتغطية التامينية الشاملة على السيارة وتقديم تامين
طبي للسائق”.

واضاف “تقدمت لاختبارات الصندوق، وتسلمت منذ اكثر من عام سيارة ليموزين، ومنذ لحظة حصولي على
السيارة وحياتي كلها تغيرت، اذ استطعت ان اوفر دخلا شهريا صافيا يعادل 3 الاف ريال
شهريا، واطمح بعد الانتهاء من سداد بقية الاقساط ان ادخر المزيد من المال، بعد زيادة
الدخل الشهري لامتلاك سيارة اخرى تكون نواة لمكتب تاجير سيارات خاص بي”.

برامج متنوعة

وتشمل برامج عبد اللطيف جميل لخدمة المجتمع الكثير من الصناديق، حيث يقول الغامدي ان صندوق
دعم المشاريع الصغيرة هو احد تلك البرامج، حيث يوجد صندوق عبد اللطيف للتاهيل المهني والحرفي،
الممول بالكامل من شركة عبد اللطيف جميل بمبلغ 100 مليون ريال، ويهدف الى تطوير مفهوم
التدريب والتاهيل المهني وتخفيف العبء الملقى على الدولة في مجال التوظيف، وتمويل مشاريع مهنية وحرفية
للمتميزين من الخريجين.

كما يوجد برامج التطوير القيادي، وتشمل صندوق عبد اللطيف جميل/ تويوتا لتمويل المنح الدراسية، وبرنامج
تكريم اوائل الثانوية العامة، وبرنامج رعاية الموهوبين.

اما بالنسبة لبرنامج دعم المؤسسات والمشاريع الصغيرة، فهو يشمل صندوق تمويل المشاريع الصغيرة، ويستهدف توسيع
دائرة المستفيدين من برامج التمويل التي يقدمها صندوق عبد اللطيف جميل للتاهيل المهني والحرفي، ويهدف
الى تشجيع قيام مشاريع صناعات صغيرة، تكون دعامة ومغذية لما هو قائم من صناعات كبيرة.

وتشمل برامج دعم المشاريع الصغيرة برنامج تمليك سيارات الاجرة، وبرنامج تمليك سيارات النقل، وبرنامج عبد
اللطيف جميل – جرامين للاسر المنتجة، الذي يستهدف المساهمة في رفع مستوى معيشة الاسر محدودة
الدخل من خلال تمويل برامج ومشاريع انتاجية وصناعية صغيرة يقوم بها بعض افراد تلك الاسر،
ليتمكنوا من كسب اجرهم بعمل ايديهم بدلا من طلب المساعدة من الاخرين.

• تمويل عبد اللطيف جميل
• عبداللطيف جميل للمشاريع الصغيرة