اجمل مواضيع منوعه

الحمام الازرق , كيف تعيش الحمامة الزرقة

الحمام الازرق - كيف تعيش الحمامة الزرقة 502Px Victoria Crowned Pigeon Jurong

 

الحمام الازرق - كيف تعيش الحمامة الزرقة 9938

الحمامة طائر معروف، الكل منا يعرفه، وهو يالف الانسان والانسان يالفه ويحبه ويعيش معه في
الحقل والمنزل، ويشاركه في

الميادين والحدائق، وحتى في دور العبادة، كما انه يعتبر رمزا وشعارا للسلام والمحبة، يتخذه من
عجز عن اخذ حقه بالقوة

شعارا له، متذرعين بحبهم للسلام الذي لن ينالوه، خاصة ان كانت هذه الحقوق اخذت اغتصابا،
وبغير وجه حق لتبقى هذه

الحقوق حسرة في الصدور.

وهذه الصداقة – كما تعلمون – متاصلة بينهم منذ قديم الزمان، والادلة والدلالات تثبت وتسند
هذه الصداقة والمحبة، وتربط

بداياتها بتلك المهمة الناجحة التي قامت بها في التاريخ القديم؛ اي: في النشاة الثانية للحياة
على وجه الارض، ونتائجها

المفرحة التي اتت بها الحمامة الطيبة الصادقة لاهل السفينة، بعد ان رجعت بغصن الزيتون، والتي
تعد ثاني مهمة لمخلوق

خارج الفلك المشحون.

وبقيت الحمامة تخدم الانسان من بعد نوح – عليه السلام – بكل جد واخلاص، يؤيد
هذا ما ورد في كتب التاريخ: ان الحمام كان يحمل الرسائل لقدماء المصريين والفرس (الايرانيين
حاليا) منذ 3000 عام، وفي اليونان كان الحمام يحمل اخبار انتصارات الالعاب الاوليمبية، التي لم
يشارك فيها لا العرب العاربة، ولا العرب المستعربة وقتها، وتمت مشاركة العرب المتاخرة فيها بدون
احراز نتائج تذكر!

كما استخدم الرومان الحمام لارسال الرسائل العسكرية، وقد استخدم الفرنسيون الحمام الزاجل في الحرب الفرنسية
البروسية، كما قام الالمان بتدريب الصقور كسلاح مضاد لاعتراضها والامساك بها، كما نراه اليوم في
صواريخ باتريوت، التي تعترض الصواريخ التدميرية، وقد قام الحمام الزاجل بخدمة سلاح الاشارة الامريكي في
الحربين العالميتين الاولى والثانية، وفي الحرب الكورية.

وسجلت الحرب العالمية الاولى قصصا مذهلة عن قيام الحمام الزاجل بتوصيل الرسائل اثناء القتال، فقد
حملت حمامة رسالة من على بعد 40كم في 25 دقيقة، وهذه سرعة معقولة مع سرعة
الاليات وقتها، ولكن غير المعقول ان هذه الحمامة المخلصة وصلت مقطوعة الرجل، وجريحة الصدر، اثر
رصاصة! لان المسكينة لم تكن مصفحة، ولم تجهز بتلك الاجهزة التي تشوش على العدو، والتي
لن يكون لها تاثير مع سلاح الصقور الفعال الذي استخدمه الالمان.

وكان لا بد لنا – نحن كعرب – من استخدام الحمامة، ولكن في نقل الرسائل
البريدية فقط؛ فقد اعتنى العرب بالحمام الزاجل لنقل رسائلهم البريدية، وجعلوا لها ادارات تشرف على
الحمام في انحاء الدولة الاسلامية، وعمالا يراقبون وصول الحمام في الابراج وسفره.

وكانت هناك خطوط سير للحمام، كالتي نسمع عنها في هذه الايام للطائرات التي لا ترى،
ومن اجل ذلك نظمت خطوط كثيرة للحمام الزاجل بين عواصم ومدن البلدان العربية والاسلامية؛ لنقل
البريد المستعجل، واهم هذه الخطوط ذلك الخط الذي اقيم بين مصر والشام، في عهد نور
الدين محمود عام 1146 م، واعد له مطارات، محطات ذات ابراج في كل 13 ميلا،
ما يعادل 21 كم تقريبا، وكانت هناك خطوط ثانوية تتفرع عن الخطوط الرئيسة؛ منها: خط
القاهرة دمشق عن طريق غزة والقدس، ثم غزة وكرك على البحر الميت ودمشق وبعلبك وغيرها.

وفي الرسائل السلطانية كان ينقش اسم السلطان على منقار الحمام، وتوضع ارقام خاصة على رجله
كاللوحات التي نراها اليوم على السيارات والطائرات من شعارات وارقام وكلمات، طبعا ما عدا تلك
الاشارات الضوئية التي تصدرها الطائرات في ايامنا هذه، والحمامة لا تكتشفها الردارات الحديثة اطلاقا، وهذه
ميزة لم يحققها الانسان في اختراعاته الا قبل سنين قليلة في طائرات الشبح، التي لم
تستخدم وتجرب كفاءتها الا في منطقتنا وعلى رؤوسنا.

وكان اول استخدام للحمام الزاجل بشكل موسع في الموصل بالعراق، ثم مصر في عهد الفاطميين،
ثم العباسيين، وكان الايجاز اهم مميزات رسائل حمام الزاجل، فقد كان يستغنى فيها عن البسملة
والمقدمة واللقب، ويكتفى بذكر التاريخ والساعة وموضوع الرسالة باختصار شديد، وخير الكلام ما قل ودل.

وكانلا يستخدم للرسائل السلطانية الا الحمام الازرق اللون، وقد يكون اختيار هذا اللون للتمويه اثناء
الطيران الليلي، خاصة في الليالي مكتملة القمر، وكان هناك البريد المباشر السريع الذي لا يتوقف
في المطارات الفرعية، وكان ذلك بين عاصمة الدولة وعواصم الولايات، فاذا اراد السلطان مثلا ان
يبعث رسالة من القاهرة الى دمشق، اطلق من ابراجه حمامة من حمام دمشق، فتصل اليها
الرسالة دون توقف.

وهذه الخطوط – يا سادة يا كرام – من المؤكد انها اندثرت، واصبحت مجهولة ليس
على الحمام فقط، بل وعلينا وعلى سائر العربان، بعد ان امست بلاد العرب بلدانا، ولا
اظن انها لو عادت سيصل الحمام الى وجهته سالما، قياسا على ما نراه من محاولات
ايصال المعونات الغذائية والطبية الى غزة والاراضي المحتلة، ومن قبلها العراق، والتفاف خطوط طيراننا قسرا،
بعيدا عن بعض اراضينا المحتلة، مما يزيد المسافات ويجعلها فوق قدرة الحمامة؛ خاصة وان اغلب
الخطوط الان على البحر، ومن الممكن بناء ابراج للحمام على البحر، كما ان الحمامة ليست
برمائية ولا تعرف السباحة.

لا، لا، لا يمكن ان تصل الحمامة الا الى البلاد التي تعرفها حق المعرفة، وبعد
ان تعيش مع اهلها ويتم تدريبها على تضاريسها ومسالكها، تلك المسالك والبلدان التي غابت عنها
وعنا، ولا نراها وبالكاد نذكرها، ولولا صور معاناة اهلنا التي نراها في نشرات الاخبار لنسيناها،
ولان الحمامة لا تعرف خطوط الطول والعرض الخفية التي لا تستطيع ان تراها، وليس بقدرتها
التعامل مع البوصلات واجهزة التوجيه التي تحدد المسارات والمواقع.

ومنذ ذلك الوقت – يا سادة يا كرام – اصبحت للحمامة مكانتها، وتوطدت العلاقة بينها
وبين الانسان، رغم ما يعتريها من تنكر، خاصة من قبل الانسان عندما يجوع المسكين لتصبح
وجبة شهية مشوية، او مسلوقة، او مقلية، او بالارز محشوة، او حسب رغبته، وبرغم ذلك
لم تهرب الحمامة وتتوحش مثل بعض المخلوقات بسبب بطش وقتل واذية الانسان لها.

وهذا ما يؤكده تقرير لبعض العلماء قالوا: ان نحو ثلاثة الى خمسة بلايين من الحمام
المهاجر كانت موجودة في امريكا الشمالية في حوالي عام 1500 م، وقد اخذ هذا الحمام
اسمه المهاجر من كثرة اسفاره الى الاماكن الجديدة؛ بحثا عن الطعام، وكانت مجموعات الحمام المهاجر
تسافر بسرعة شديدة، وفي جماعات قد تصل الى عدة ملايين، بدات الاعداد الكبيرة للحمام المهاجر
في التناقص منذ الخمسينيات من القرن التاسع عشر الميلادي.

وهذا يتناسب تماما مع ما حصل للهندي الاحمر المسكين، الذي شارف على الانقراض، ومن بقي
منه يعيش في المحميات! كل ذلك كان بسبب تعاملهم، والحمام المهاجر مع ما يسمى بالانسان
الابيض المادي النهم الذي ما زال يمارس الابادة حتى اليوم، ويكفي ان تنظروا بتمعن الى
مواقع واسباب الحروب والمجاعات في ايامنا هذه، وسلامتكم.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/culture/0/10170/#ixzz3f4HoSYHO

 

  • الحمام الازرق
السابق
سورة الانشراح , سورة الانشراح تشرح القلب
التالي
ما هى الحازوقة , سبب الحازوقة