اجمل مواضيع منوعه

وسيلة نقل جوية قديمة , بدائيات التنقل في البلاد

وسيلة نقل جوية قديمة - بدائيات التنقل في البلاد 1143

وسيلة نقل جوية قديمة - بدائيات التنقل في البلاد Dbc6Ba65Edc0F31175E18D59Ad6Eaa46

النقل والمواصلات هي عملية نقل الافراد والبضائع من مكان الى اخر. تاخذ وسائل النقل الافراد
الى الاماكن التي يرغبون في

الذهاب اليها، وتاتي لهم بالبضائع التي يحتاجونها او يرغبون فيها. فبدون وسائل النقل والمواصلات، لن
تكون هناك تجارة، وبدون

التجارة يستحيل تكون المدن والقرى. وهذه المدن والقرى هي تقليديا مراكز الحضارة، ولذلك فان وسائل
النقل تساهم في

قيام الحضارة.

كانت وسائل النقل خلال معظم مراحل التاريخ بطيئة جدا وصعبة، فكان اقوام ماقبل التاريخ يسافرون
مشيا على الاقدام، وكانوا

يحملون بضائعهم على ظهورهم او على رؤوسهم او يجرونها على الارض. وفي حوالي سنة 5000ق.م
تقريبا بدا الناس

يستخدمون الحيوانات في نقل الاحمال. وبحلول عام 3000 ق.م كانت العربات تتكون من اربع عجلات
بدون محرك والقوارب

الشراعية قد اخترعت. فبداوا باستخدام الحيوانات والعربات والمراكب لنقل الاحمال الى اماكن ابعد وبسهولة اكثر
من ذي قبل؛

لكن سرعة وسائل النقل تحسنت قليلا على مر القرون.

انتج المخترعون اول مركبات تعمل بقوة المحرك بين اواخر القرن الثامن عشر واوائل القرن التاسع
عشر الميلاديين. وسجل ذلك التطور بداية ثورة في وسائل النقل لاتزال مستمرة الى اليوم. فاليوم
تحمل الطائرات النفاثة الركاب بسرعة تعادل او تفوق سرعة الصوت. وتستطيع القطارات والشاحنات وسفن الشحن
العملاقة ان تحمل سيلا منتظما من البضائع للمشترين في معظم انحاء العالم. وتوفر السيارات والحافلات
وسيلة نقل مريحة لعدة ملايين من الناس.
حافلات النقل الجماعي بالمملكة العربية السعودية تستخدم في نقل الركاب داخل المدن وايضا بين المدن
والدول المجاورة.

وبالرغم من ان المواصلات ذات المحرك قد افادت الناس من نواح عديدة، الا انها تسببت
في بعض المشاكل ايضا. فهي مثلا تحتاج الى كميات كبيرة من الطاقة وبذلك ترهق موارد
الطاقة في العالم. كما تزدحم السيارات في العديد من الشوارع والطرق السريعة مما يجعل السفر
بطيئا. وبالاضافة الى ذلك، فان الدخان المنبعث من عوادم السيارات يلوث الجو. ولقد اصبحت هذه
المشكلات صعبة الحل بشكل متزايد.

تمتلك الحكومات في بعض البلدان وسائل النقل وتقوم بتشغيلها مثل خطوط الطيران وشبكة السكك الحديدية.
وفي بلدان اخرى، يمتلك القطاع الخاص كل وسائل المواصلات تقريبا. ولا تقوم الحكومات المركزية والمحلية
الا بتوفير وصيانة الطرق والجسور.

تناقش هذه المقالة وسائل النقل وتاريخ تطورها بالاضافة الى نظم وسائل النقل الحاضرة التي تعمل
بالمحركات. كما تناقش صناعة المواصلات واخر التطورات فيها. وتستخدم المركبات ايضا في مجال الترفيه والحرب
واكتشاف الفضاء، وهذه الاستخدامات شرحت في مقالات اخرى مثل: القوات الجوية؛ البالون؛ ركوب الزوارق؛ البحرية؛
رحلات الفضاء.
انواع وسائل النقل

النقل الحديث

توجد ثلاثة انواع رئيسية للنقل: 1- البري 2- المائي 3- الجوي. يعتمد النقل البري اساسا
على مركبات ذات عجلات وخصوصا السيارات والحافلات والقطارات والشاحنات. وتعتبر السفن والقوارب اهم المركبات المائية.
كما يعتمد النقل الجوي بصورة كلية تقريبا على الطائرات.

ويمكن تصنيف كل نوع من انواع النقل الى مركبات تعمل بالمحرك واخرى لا محرك لها.
ومعظم المركبات النفاثة التي تعمل بالمحرك تستخدم اما البترول او الديزل او المحركات النفاثة. اما
المركبات التي ليس لها محرك فيعمل معظمها بالقوى العضلية للانسان او الحيوان او بالقوى الطبيعية
مثل الرياح او المياه المتدفقة.

تمتاز وسائل النقل التي تعمل بالمحرك عن الوسائل التي لا محرك لها بمزايا عديدة. فهي
عادة اسرع، واجدر بالثقة، واقدر على نقل حمولة اكبر. ولكن مثل هذه الوسائل مكلفة. فالمركبات
التي تعمل بالمحرك باهظة التصنيع وتحتاج الى صيانة منتظمة خلال فترة استخدامها. وفي معظم الاحيان
يستلزم كل نوع منها مرافق مساندة. فالسيارات والشاحنات تستلزم الطرق. والقطارات تستلزم خطوط السكك الحديدية.
والطائرات تحتاج الى مطارات. كما تحتاج السفن الى مرافئ وموانئ. كل هذه المرافق باهظة في
تكاليف البناء والصيانة. كما تحتاج كل وسائل النقل التي تعمل بالمحرك الى مصدر طاقة، ولذلك
فان مجمل تكاليف المركبات والمرافق المساندة والطاقة يجعل وسائل النقل التي تعمل بالمحرك باهظة جدا.

تعتبر المركبات التي تعمل بالمحرك وسيلة المواصلات الرئيسية في البلاد المتقدمة صناعيا. كما تعتبر هذه
المركبات وسيلة للنقل في مناطق المدن لمعظم البلاد النامية في افريقيا واسيا وامريكا اللاتينية. لكن
الكثير من سكان المناطق الريفية في هذه البلاد مازالوا يعتمدون على انواع النقل التي ليس
لها محرك، والتي كان يستخدمها اجدادهم منذ مئات او الاف السنين.

وسيلة نقل قديمة لنقل البضائع عن طريق البشر انفسهم. هؤلاء النسوة في بورما يحملن الطوب
فوق رؤوسهن لعمال اخرين في موقع البناء.

النقل البري. هو اكثر وسائل النقل انتشارا، وهو الوسيلة المتوافرة والمناسبة في كثير من الاحيان.

وسائل النقل البري ذات المحرك. تعمل الحافلات والسيارات والدراجات النارية والمركبات الثلجية، والقطارات والشاحنات عن
طريق المحرك، وكل هذه المركبات البرية تسير على عجلات. وتعتبر خطوط الانابيب ايضا شكلا مهما
اخر من المواصلات، التي تعمل بمحرك والتي تستخدم فوق الارض واحيانا فوق قاع البحر.

السيارات والحافلات والشاحنات هي المركبات البرية الاساسية الحديثة. فبامكانها توفير خدمات نقل متنوعة في المناطق
التي توجد بها طرق جيدة. فالسيارات تمكن الناس من السفر في اي وقت يشاءون واي
طريق يختارون. والحافلات تحمل الركاب عبر خطوط محددة بين المدن وداخلها. اما الشاحنات فتوفر خدمات
شحن من الباب للباب. والكثير من الناس يركبون الدراجات النارية والدراجات العادية او التي تعمل
بمحرك، من والى العمل.

وبخلاف المركبات التي تسير على الطرق، توجد القطارات التي تسير على خطوط السكك الحديدية. ونتيجة
لذلك لا تستطيع القطارات عادة توفير خدمات الشحن من الباب للباب مثل الشاحنات، ولا توجد
وسائل مناسبة للركاب الذين يواصلون سفرهم مثل الحافلات. ولكن القطارات تستطيع نقل حمولات اكبر بكثير
من حمولة الشاحنات. كما تستطيع ان تقل ركابا اكثر من الحافلات.

اما المركبات الثلجية فتنزلق فوق الثلج او الجليد. ولهذه المركبات زلاجتان اماميتان وخط متحرك خلفي.
ويوجد بها محرك يمد الخط بالطاقة فيدفع المركبة. ويستخدم الناس المركبات الثلجية للمواصلات اساسا في
المناطق الشمالية القصوى التي تغطيها الثلوج معظم السنة.

توفر خطوط نقل الانابيب وسيلة نقل مع ان الانابيب نفسها لا تتحرك.وتمتد معظم خطوط الانابيب
فوق الارض، ولكن بعضا منها يجتاز الانهار والممرات المائية. وتنقل خطوط الانابيب اساسا السوائل والغازات
وخاصة النفط والغاز الطبيعي، وتدفع مضخات، تعمل بالمحرك، السائل او الغاز عبر الانابيب.
حيوانات التحميل تستخدم في نقل البضائع في كثير من المناطق الجبلية والصحراوية وغيرها من المناطق
التي تفتقر الى الطرق الحديثة. ففي افغانستان يستخدم البدو الجمال لحمل الناس والمتاع (الصورة العليا).وفي
نيبال تستخدم الثيران الاسيوية المسماة ياك، لنقل البضائع من خلال الممرات الشاهقة والوعرة لجبال الهملايا
(الصورة السفلى) .

وسائل النقل البري التي لامحرك لها. يعتبر السير على الاقدام وسيلة الانتقال البدائية الاولى. ومن
الوسائل البدائية ايضا نقل الاحمال على الرؤوس او الظهور، وكذلك استخدام الحيوانات لنقلها. وتسمى الحيوانات
المستخدمة لهذا الغرض دواب او حيوانات النقل، وتشمل الجمال والحمير والفيلة والخيول والثيران واللاما. وتستخدم
الدواب اساسا في المناطق التي تفتقر الى الطرق الحديثة. وتشمل تلك المناطق الكثير من الصحارى
والمساحات الجبلية والغابات. يستخدم الناس قواهم العضلية لتحريك مركبات ذات عجلات، مثل الكارة (عربات الجر)
والدراجات والعربات الدارجة التي تسمى البديكاب. والكارة هي مركبة صغيرة في شكل صندوق ذي عجلتين
او اربع وسقف مفتوح. ويمكن للمرء ان يدفعها او يجرها حسب ما يناسبه. اما الدراجات
فهي مركبات ذات عجلتين يحركهما الراكب باستخدام دواستين. والكثير من الناس في البلاد الاوروبية والاسيوية
يركبون الدراجات من والى اعمالهم. وتشبه دراجات الركاب الدراجات العادية ولكنها ذات عجلتين خلفيتين بدلا
من واحدة. كما ان لها مقطورة ركاب في الامام او الخلف. وتستخدم دراجات الركاب كسيارات
اجرة وكحافلات مدارس في بعض البلاد الاسيوية.

وتعتبر العربات (الكارات) التي تجرها الحيوانات وسيلة مواصلات رئيسية في المناطق الريفية لكثير من البلاد
النامية. وتجر هذه العربات الكلاب او الحمير او الثيران. اما العربات الكبيرة ذات العجلات الاربع
فتستطيع نقل احمال ثقيلة، ولذلك تجر بوساطة حيوانات بالغة القوة مثل الثيران والخيول الجرارة.

السفن تحمل معظم البضائع التي تشحن عبر العالم. تطالب السفن بايجاد مرافق متخصصة في الموانئ.
يتولى ميناء روتردام مزيدا من البضائع التي يتم شحنها اكثر من اي ميناء اوروبي اخر.

النقل المائي. يعتمد النقل المائي على القوارب والسفن والاطواف. يستخدم الناس القوارب اساسا في الانهار
والقنوات والبحيرات. اما السفينة فهي مركبة اكبر، وتقوى على الابحار في المحيطات. واما الطوف فهو
سطح عائم مصنوع من مواد كجذوع الاشجار او البراميل.

وسائل النقل المائي ذات المحرك. تعمل معظم السفن في نقل بضائع الشحن. وتبحر سفن الشحن
فوق مياه البحار مثل البحر الابيض المتوسط وبحر العرب. وتعمل بعض سفن الشحن فوق ممرات
مائية داخلية كبيرة مثل البحيرات العظمى في امريكا الشمالية.

يختص قليل من السفن في نقل الركاب ولكن انواعا مختلفة من القوارب ذات المحركات تحمل
الركاب محليا. وتستخدم بعض زوارق السحب في شحن البضائع لان لها محركات قوية تمكنها من
سحب مراكب ذات احمال ثقيلة. وهذه المراكب هي في الواقع اطواف كبيرة، ومعظمها يتحتم سحبه
او دفعه. ولكن البعض الاخر منها له محركات تمكنه من الحركة بقوته الذاتية. وتستخدم المراكب
اساسا في شحن البضائع عبر الممرات المائية الداخلية.

وتعتبر السفن والقوارب عموما من ابطا المركبات ذات المحرك. ولكن المهندسين تمكنوا من تطوير مركبتين
مائيتين سريعتين السفينة الطائرة والطائرة المائية. وتنزلج السفينة الطائرة فوق الماء على مزالج. اما الطائرة
المائية او مركبة الوسادة الهوائية فتطير فوق الماء على وسادة هوائية تكونها مروحة قوية او
اكثر داخل المركبة، ولكون السفينة الطائرة او الطائرة المائية تسير خارج الماء، فانها تستطيع الانطلاق
بسرعة اكبر من مركبات مائية اخرى ذات قوة محرك مماثلة. ولكن معظم السفن الطائرة والطائرات
المائية اصغر من ان تسافر على المحيطات. فهي تستخدم اساسا لنقل الركاب محليا. وتستخدم بعض
السفن الطائرة والطائرات المائية الاكبر حجما في شحن البضائع عبر المياه الداخلية والساحلية.

وسائل النقل المائي التي لا محرك لها. تشمل تلك المركبات الزوارق الشجرية وزوارق الكنو وقوارب
التجديف والقوارب الشراعية والاطواف. ويستخدم الناس المجاديف والدواسات لدفع الزوارق الشجرية وزوارق الكنو (قارب خفيف
صغير يدفع بالمجداف) وقوارب التجديف. اما القوارب الشراعية فتحركها الرياح. ويمكن تحريك الاطواف بوساطة المجاديف
او الاعمدة الخشبية او الاشرعة او التيارات المائية.

وتستخدم القوارب الشراعية ذات القاع العريض وقوارب التجديف على نطاق واسع لنقل البضائع في الشرق
الاقصى. وتسمى القوارب الشراعية هناك الينك وتعرف قوارب التجديف بالسامبان. يصل عدد الاشرعة في قوارب
الينك الى خمسة، وتستطيع شحن حمولة يبلغ وزنها 100 طن متري. اما معظم السمبان فتحمل
بضائع خفيفة، ولكن الكثير من السمبان الاكبر حجما لها اشرعة تمكنها من نقل حمولات اكبر.
وفي الغابات المدارية في افريقيا واسيا وامريكا الجنوبية يستخدم القرويون الزوارق الشجرية او الاطواف كوسائل
نقل على الانهار، كما يستخدم سكان جزر المحيط الهادئ تلك الزوارق الشجرية للسفر بين الجزر.
وبعض هذه الزوارق مزود باشرعة ومجاديف.

الكونكورد اول طائرة تفوق سرعتها سرعة الصوت، بدات عملها في عام 1976م. منذ الخمسينيات من
القرن العشرين بدا الازدياد الكبير في السفر الجوي عبر البحار. واليوم فان معظم المسافرين عبر
البحار يركبون الطائرات.

النقل الجوي. يعتمد اعتمادا شبه تام على مركبات تعمل بالمحركات وخصوصا الطائرات. اما المركبات غير
المزودة بمحرك مثل الطائرات الشراعية ومناطيد او بالونات الهواء الساخن فتستخدم للترفيه.

توفر الطائرات اسرع وسيلة نقل في العالم. ولا يفوقها سرعة سوى المركبات الفضائية الصاروخية. تطير
الطائرات الكبيرة بسرعة تتراوح بين 800 و 1,000كم/ ساعة. تعمل معظم الطائرات الخاصة وبعض الطائرات
القديمة بمحرك يعمل بالبترول وتدار بالمراوح الدافعة. اما الطائرات الحديثة فجميعها تقريبا بالاضافة الى بعض
الطائرات الخاصة تعمل بالمحركات النفاثة. وتطورت النفاثات فوق الصوتية لتسير بسرعة تفوق سرعة الصوت، اي
بسرعة 2,400كم/ ساعة تقريبا. تخصص معظم هذه الطائرات لنقل الركاب. اكبر الطائرات لا تحمل الا
جزءا صغيرا فقط من الحمولة التي تنقلها السفينة او القطار. ولذلك فان اسعار الشحن الجوي
باهظة جدا. ويقتصر الشحن على البضائع الثمينة والخفيفة والسريعة العطب. وتشمل هذه البضائع المعدات الالكترونية
والزهور الطبيعية.

تعمل الطائرات المروحيةكالطائرات ذات المحرك، ولكنها اصغر حجما ولا تستطيع الطيران بنفس السرعة والى نفس
المدى. كما انها لا تستطيع حمل نفس العدد من الركاب. ولذلك فان الطائرات المروحية تؤدي
دورا ثانويا في النقل الجوي، ولكنها اكثر قدرة على المناورة، ولها استخدامات خاصة. فهي تستخدم
في عمليات الانقاذ وفي مكافحة حرائق الغابات.
نبذة تاريخية

المواصلات في عصور ما قبل التاريخ كانت وسائل نقل البضائع والافراد خلال العصور القديمة تعتمد
جميعها تقريبا على القوى العضلية للانسان او الحيوان. وبعض هذه الوسائل مصورة اسفل. ومازالت وسائل
مشابهة تستخدم في كثير من مناطق العالم.

عصور ما قبل التاريخ. تطورت المواصلات بشكل بطيء خلال عصور ما قبل التاريخ التي استمرت
حتى حوالي عام 3000 ق.م. كان الناس خلال معظم هذه الفترة يعيشون على صيد الحيوانات
والاسماك وجمع النباتات الفطرية. ولم يكن لديهم دواب ولامركبات ذات عجلات ولا طرق. كان الناس
يسافرون سيرا على الاقدام وهم يحملون اطفالهم وامتعتهم مربوطة على ظهورهم او رؤوسهم، وكانت الاحمال
التي تفوق قدرة انسان واحد تربط على اعمدة خشبية فيحملها اثنان.

ومع مرور الوقت تعلم انسان ما قبل التاريخ انه بالامكان جر الاحمال على الارض فوق
مزالج مصنوعة من جذوع الشجر او الاعمدة الخشبية او الجلود او اي شيء يمكن ان
يحمل ثقلا ويجره شخص او اكثر.وفي اواخر عصور ماقبل التاريخ بدا الناس يصنعون المزالج ذات
البكرات التي تتدحرج على الارض بسهولة اكثر من تلك التي ليس لها بكرات، خصوصا، اذا
كانت بكراتها مشحمة. وفي مناطق اقصى الشمال صنع الناس مزالج خفيفة ذات بكرات تجري على
الجليد والثلج.

وبحلول عام 8000 ق.م. تقريبا كانت اقوام شرق اوسطية مختلفة قد طورت الزراعة وبدات الاستقرار
في مستوطنات دائمة. وبدات التجارة بين هذه المستوطنات تتطور، فنشات الحاجة الى وسائل مواصلات افضل.
وساعد الحمار والثور، بعد ان تم ترويضهما للعمل في الزراعة، في سد هذه الحاجة. وبدا
الناس بين عام 5000 و3500 ق.م في استخدام الحمير والثيران في حمل الاثقال. وفي خطوة
تالية اخترعوا رباط الحيوانات لكي تستخدم في جر المزالج. فتمكن الافراد باستخدام الحمير والثيران، من
نقل حمولات اكبر من ذي قبل.

بدا الناس ايضا في تطوير المواصلات المائية خلال عصور ما قبل التاريخ. فصنعوا الاطواف من
جذوع الشجر والقصب. وبعد ذلك تعلموا صناعة الزوارق الشجرية وزوارق الكنو (زورق طويل خفيف ضيق).وكانت
جميع هذه المركبات الاولية تدار بوساطة المجاديف او الاعمدة الخشبية وتستخدم في الانهار والبحيرات. غير
انها كانت هشة بحيث لا تقوى على السفر عبر المحيطات.

اخترعت العجلة (الدولاب) حوالي عام 3500 ق.م. وكان ذلك على الارجح في بلاد الرافدين في
الشرق الاوسط. واخترع المصريون السفن الشراعية حوالي عام 3200 ق.م. وخلال القرون التالية احدثت المركبات
ذات العجلات والسفن الشراعية ثورة في وسائل النقل.

مركبات العصور القديمة اخترعت المركبات ذات العجلات والسفن الشراعية اثناء القرن الرابع قبل الميلاد. واصبحت
اوسع وسائل المواصلات انتشارا خلال العصور القديمة. ولكن الكثير من الناس استمر في استخدام اشكال
سابقة من المواصلات مثل حيوانات التحميل.

اولى الحضارات العريقة. قامت في بلاد الرافدين ومصر بين عامي 3500 و 3000 ق.م. وانتشرت
الحضارة تدريجيا من هذين المركزين غربا على امتداد سواحل البحر الابيض المتوسط. وادت المراكب الشراعية
دورا حيويا في انتشار الحضارة. فقد نقل رحالة البحر افكار ومخترعات الثقافات المتحضرة للمجتمعات الاقل
تطورا اثناء ابحارهم في البحر الابيض المتوسط. وازدهرت حضارات البحر الابيض المتوسط المبكرة منذ حوالي
عام 3000 الى القرن السادس قبل الميلاد. وخلال هذه الفترة ادت التحسينات في المراكب الشراعية
والمركبات ذات العجلات الى التقدم الرئيسي في المواصلات.

التطورات المبكرة في المراكب الشراعية. بحلول عام 3000 ق.م. كان المصريون قد تعلموا بناء مراكب
شراعية تقوى على الابحار، بحيث اقدمت بعض هذه السفن على الابحار في البحر الابيض المتوسط
والبحر الاحمر في رحلات تجارية قصيرة. وبين عام 2000 ق.م والقرن الحادي عشر قبل الميلاد
طورت اقوام شرق اوسطية اخرى سفنا اكبر واقوى. وبحلول القرن الحادي عشر قبل الميلاد كان
الفينيقيون الذين عاشوا على امتداد السواحل الشرقية للبحر الابيض المتوسط قد تمكنوا من بناء اسطول
كبير من السفن التجارية الى اسبانيا. وتاجروا في كل البضائع من الاواني الخزفية الى المواشي،
للحصول على بضائع اخرى منوعة من الموانئ التي تقع على طول سواحل البحر الابيض المتوسط.

ظل السفر البحري بطيئا وصعبا طوال العصور القديمة. فقد افتقر الملاحون الى اجهزة الملاحة. ونتيجة
لذلك كانوا يظلون عادة على مرمى البصر من اليابسة، وكانت السفن صعبة القيادة، لانها كانت
تفتقر الى الدفة، فكان الملاحون يوجهون سفنهم باستغلال الرياح. فقد كان لاوائل السفن اشرعة تعمل
بكفاءة فقط عندما تهب الرياح من الخلف. ولم تكن هذه الاشرعة تعمل جيدا اثناء الابحار
عكس اتجاه الريح فكانت لدى الكثير من السفن فرق للتجديف لتحريك المركبات في الاوقات التي
تركد فيها الرياح.

التطورات المبكرة في المركبات ذات العجلات. من الجائز ان يكون استخدام جذوع الشجر كبكرات تساعد
على تحريك الحمولات الثقيلة قد ادى الى اختراع العجلة. فقد صنع سكان بلاد الرافدين اول
مركبات ذات عجلات نعرفها حوالي عام 3500 ق.م. ولكن هذه المركبات لم تستخدم بكثرة الا
بعد عام 3000 ق.م. ثم انتشرت طريقة صنع العجلات والمركبات ذات العجلات انتشارا بطيئا من
بلاد الرافدين حتى وصلت الى الهند حوالي عام 2500 ق.م. ثم الى اوروبا عام 1400
ق.م. ثم الى الصين حوالي عام 1300 ق.م.

كانت اولى المركبات ذات العجلات هي عربات ذات اربع عجلات تجرها الثيران، ثم اصبح يجرها،
حوالي عام 3000 ق.م. حيوان يشبه الحمار يسمى الاخدر. كانت كل عجلة في المركبة تكون
من قرص خشبي مصنوع من ثلاثة الواح خشبية مستطيلة. وكان صانع العجلات لكي يصنع عجلة
يربط الالواح معا من اطرافها بدعائم خشبية ليكون مربعا. ثم يدور المربع بعد ذلك عند
الاركان ليشكل قرصا. كان هذا التركيب، ذو الاجزاء الثلاثة، يحول دون ان تصبح العجلات دائرية
تماما. وكانت العربات البدائية تتدحرج على الطريق بسرعة السلحفاة، وربما اضطرت للتوقف عدة مرات لاجراء
الاصلاحات.

كان سكان بلاد الرافدين في اول الامر يستخدمون الكارات اساسا كعربات جنائزية. وبعد عام 3000
ق.م. تقريبا، اصبحت الكارات التي يجرها الاخدر تحمل قوات بلاد الرافدين للحرب. ومع مرور الوقت
استخدمت الكارات في نقل الركاب، وحمل الحبوب والرمال والبضائع الاخرى التي يصعب تحميلها على المزالج
او الدواب. ولكنها لم تقدر على منافسة المزالج والدواب حتى تحسن تصميم العجلات.

استمرت العجلات تصنع من ثلاث قطع خشبية صلبة حتى عام 2000 ق.م. تقريبا، وبين عام
2000 و1500 ق.م. ظهرت العجلات ذات البرامق. والبرامق هي التي تصل بين مركز الدائرة ومحيطها،
وكانت تتكون من اطار ومحور وبرامق. وكان كل جزء من هذه الاجزاء الثلاثة يصنع على
حدة. وقد وفرت العجلات ذات البرامق حركة اكثر سلاسة من العجلات المصنوعة من الخشب الصلب.
كما اصبحت اخف واسرع. والارجح ان هذا النوع من العجلات كان يصنع في اول الامر
من اجل المركبات الحربية.

كان لهذه المركبات الحربية عجلات ذات برامق خفيفة لتستطيع الخيول جرها. فقد روضت الخيول للركوب
بحلول عام 2000 ق.م. ولكن لم يتسن استخدامها لجر حمولات كبيرة، لان طقم الفرس المناسب
لم يكن قد اخترع بعد. فان الطقم المستخدم في ذلك الوقت يضغط على القصبة الهوائية
للحصان. فاذا كان الحصان يجر حملا ثقيلا كان الطقم يمنع تنفس الحيوان، بينما كان بمقدور
حصان جر عربة حربية خفيفة بسهولة، وبذلك اصبحت العربات، التي تجرها الخيول والمستخدمة اساسا للمحاربين،
اسرع مركبات العصور القديمة.
بلاد اليونان القديمة. اصبحت بلاد الاغريق اثناء القرن الخامس ق.م القوة الرئيسية في منطقة البحر
المتوسط. فقد توسع الاغريق في التجارة البحرية التي بداها الفينيقيون.كما ابتكروا بناء السفن ذات الساريتين
وزادوا عدد الاشرعة من واحد الى اربعة.

ابحرت سفن الشحن الاغريقية من بلادها ببراميل ضخمة من زيت الزيتون والخمر. فكان يتم تبادل
هذه المنتجات في مقابل القمح والحبوب الاخرى من مختلف موانىء البحر الابيض المتوسط والبحر الاسود.
وكانت تجارة الحبوب بالغة الاهمية للاغريق، لان القمح كان الغذاء الرئيسي اثناء العصور القديمة، وكان
على الاغريق ان يستوردوا معظم حاجتهم منه. ولكن الكثير من سفن الاغريق كان يستولي عليها
الاعداء او مراكب القراصنة. كما كان الكثير منها يغرق اثناء العواصف. وبالرغم من ذلك كانت
السفن تعود كل عام تقريبا لبلادها بما يكفي لتفادي المجاعة لعام اخر.

لقد انشا الاغريق حضارة بالغة التقدم. وساعدت سفنهم التجارية في نشر الحضارة الاغريقية غربا. ومع
انتشار الحضارة ازدادت التجارة وعمليات الشحن. فبحلول القرن الخامس قبل الميلاد، كان يوجد حوالي 300
ميناء على سواحل البحر الابيض المتوسط، وكانت عدة الاف من السفن التجارية من مختلف البلدان
تقطع البحر جيئة وذهابا.
روما القديمة. حكم الرومان واحدة من اقوى الامبراطوريات في العصر القديم من القرن الثاني قبل
الميلاد، الى القرن الخامس الميلادي. وشملت الامبراطورية الرومانية في ذروتها جميع الاراضي المتاخمة للبحر الابيض
المتوسط. كما امتدت شمالا حتى الجزر البريطانية وشرقا حتى الخليج العربي. ومن اجل الحفاظ على
امبراطوريتهم الشاسعة متماسكة شيد الرومان شبكة طرق بالغة التقدم.

كان الناس قد بنوا الطرق قبل عصور الرومان بكثير. فبحلول القرن الحادي عشر قبل الميلاد.
تقريبا بدا سكان الصين اقامة الطرق بين مدنهم الرئيسية، وبنى الفرس شبكة طرق مشابهة اثناء
القرن السادس قبل الميلاد. ولكن معظم الطرق الاولية بين المدن لم تكن اكثر من مسارات
ترابية. اما الرومان فقد اقاموا اكبر شبكة موسعة من الطرق المعبدة. وكانت افضل الطرق الرومانية
تصل الى خمسة اوستة امتار عرضا. وكان لها قاعدة مكونة من عدة طبقات من الحجر
المطحون والحصى. وكانت الطرق تعبد بالطوب الحجري. وكان الرومان يستخدمون طرقهم بصورة رئيسية لنقل القوات
والمعدات الحربية. ولكن الطرق عملت ايضا كحلقة اتصال بين روما واقاليمها. فكان السعاة الذين ينتقلون
في كارات تجرها الخيول، يستخدمون الطرق لنقل الرسائل الحكومية. وبمجيء القرن الثالث الميلادي كان اكثر
من 80,000 كم من الطرق المعبدة تربط روما بكل جزء من امبراطوريتها تقريبا.

واثناء القرن الخامس الميلادي غزت قبائل جرمانية معظم الاراضي الرومانية في اوروبا الغربية. واصاب الدمار
اغلبية الطرق الرومانية خلال القرون اللاحقة، لكن القليل منها بقي مستخدما. وقد انشا الرومان ايضا
اكبر اسطول من سفن الشحن الرومانية بحيث توفر لمدينة روما معظم حاجتها من الحبوب.

المواصلات في العصور الحديثة والمبكرة ابتداء من القرن الخامس عشر الميلادي، اخذ الاوروبيون يبنون سفنا
قادرة على القيام برحلات طويلة في المحيطات. كما اتسع استخدام العربة التي تجرها الخيل في
اوروبا في اواخر القرن السابع عشر واوائل القرن الثامن عشر. بينما استمر الناس في اجزاء
اخرى من العالم كالصين مثلا في استخدام وسائل مواصلات اقدم.

العصور الوسطى. جاءت العصور الوسطى التي دامت من القرن الخامس حتى القرن السادس عشر الميلادي،
بتحسينات كبيرة في المواصلات البرية والمائية. نتجت هذه التحسينات الى حد بعيد بسبب ثلاثة ابتكارات
ملحوظة هي، طوق رقبة الحصان الصلب، وحدوة الحصان الحديدية، وعمود العربة الافقي. ولايعرف الباحثون على
وجه الدقة متى واين ابتكرت هذه الاجهزة، لكن الابتكارات الثلاثة ظهرت في اوروبا قبل نهاية
القرن الحادي عشر الميلادي.

ظهر طوق الحصان الصلب في القرن التاسع الميلادي. وكانت الخيول قبل استخدام ذلك الابتكار يوضع
لها طقم فرس حول الرقبة مما كان يؤدي الى اختناق الحصان اذا ما جر حمولة
ثقيلة. اما الطوق الصلب فاصبح يحول ثقل الحمولة الى اكتاف الحصان، فاصبحت الخيول، بذلك الطوق
حول رقبتها، قادرة على سحب ثقل مضاعف اربع او خمس مرات من ذي قبل.

ظهرت حدوة الحصان الحديدية في اوروبا حوالي عام 900م. فكانت الخيول التي بدون حدوات تعاني
من حوافر متهتكة اذا ما سافرت الى مسافات طويلة. اما الحدوات الحديدية، فحافظت على حوافر
الحصان من الاذى، وبذلك مكنت الحيوان من السفر ابعد واسرع من ذي قبل.

ظهر العمود الافقي للعربة في القرن الحادي عشر الميلادي فامكن للعربات ان تجرها مجموعات من
الخيول. وهذا العمود الافقي عارضة تدور على محور في مقدمة العربة توثق بها اربطة مجموعة
من الخيول. وهي بذلك تعادل قوى السحب لدى الخيول. فبدون هذا الجهاز تتعرض العربة لفقد
توازنها مما قد يؤدي الى انقلابها.

ادى ابتكار طوق الحصان والحدوة الحديدية والعمود الافقي الى انتعاش التجارة بطريق البر. فقد مكنت
الخيول من سحب ثقل مساو للذي تجره الثيران ولمسافة ابعد وبسرعة مضاعفة.

شجع الازدياد في سرعة المركبات التي تجرها الخيل استخدام العربات على نطاق اوسع لنقل الركاب.
ولكن ركوب العربات كان مرهقا بسبب كثرة المطبات. ولذلك حاول صانعو العربات معالجة تلك المعضلة
بصنع مركبات ذات انظمة تعليق (على محاور) لمقاومة الاهتزاز، وفرت نوعا من الوسادة ضد المطبات.
لكن تلك المركبات لم تكن الا للاغنياء من الناس، ولذلك ظل معظم الناس في العصور
الوسطى يسافرون اما سيرا على الاقدام او على ظهور الخيل تماما كما كان يفعل الناس
في الماضي.

تطور تصميم وبناء السفن تطورا كبيرا خلال العصور الوسطى. ففى اسيا ومنطقة البحر المتوسط في
القرن السادس الميلادي استخدم الشراع المثلث الشكل (لاتيني)، وهذا الشراع يمكن توجيهه للعمل حتى عندما
تبحر السفينة عكس الرياح بعكس الشراع المربع الشكل والواسع الانتشار في ذلك الوقت. ظهرت في
اوروبا اول سفينة تعمل بالدفة بدلا من مجاديف التوجيه في مؤخرتها في القرن الرابع عشر
الميلادي. فاصبح بالامكان استخدام الدفة لتوجيه سفن اكبر بكثير من التي توجه بالمجداف. وفي القرن
الخامس عشر الميلادي بدا صانعو السفن في انتاج سفن باحجام مضاعفة اربع مرات عن سابقتها.كانت
كل هذه السفن تعمل بالدفة، وكان لمعظمها ثلاثة صوار وثلاثة اشرعة على الاقل.

وتطورت ايضا اجهزة الملاحة اثناء العصور الوسطى. فلقد تمكن الملاحون باستخدام البوصلة البحرية من قيادة
سفنهم حتى عندما تكون السماء ملبدة بالغيوم، حيث لا يمكن استخدام مواقع القمر والنجوم والكواكب
للملاحة. وعند اواخر القرن الخامس عشر الميلادي ساعد التقدم في بناء السفن واجهزة الملاحة على
القيام برحلات طويلة عبر المحيطات.
عصر التوسع عبر البحار. اثناء القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين قام مكتشفون امثال كريستوفر
كولمبوس، وفرديناند ماجلان والسير فرانسيس دريك، وشنج هو برحلات عبر المحيطات. وصل الرحالة الاوروبيون الى
الهند وامريكا الشمالية والجنوبية، وفيما بعد الى استراليا ونيوزيلندا. ولكن هذا التوسع في الحضارة الاوروبية
استغرق عدة مئات من السنين. فبرغم التحسينات في بناء السفن ظل السفر عبر المحيطات بطيئا
جدا.

بدات التجارة عبر المحيطات تزدهر بسرعة خلال القرن السابع عشر الميلادي. فقد انزل صانعو السفن،
سفن شحن اكبر لتستوعب التجارة المتزايدة. واحتاجت السفن الكبرى الى اشرعة اكثر، فساعدت الاشرعة الاضافية
على زيادة السرعة. وبحلول اواسط القرن التاسع عشر الميلادي كان لدى اسرع السفن التجارية ما
يصل الى 35 شراعا وسرعتها بلغت 20 عقدة؛ فاصبحت هذه السفن الشراعية السريعة قادرة على
الابحار من مدينة نيويورك على الساحل الشرقي للولايات المتحدة الامريكية، حول امريكا الجنوبية الى سان
فرانسيسكو على الساحل الغربي في مدة تتراوح بين ثلاثة واربعة شهور. اما الطريق البري فكان
يستغرق ضعف هذه المدة.
تطور النقل الداخلي. بمجيء القرن السابع عشر الميلادي، كان معظم الناس يستخدمون العربات التي تجرها
الخيول لنقل البضائع محليا. ولكنهم نادرا ما كانوا يستخدمونها لمسافات بعيدة بسبب الحالة الرديئة للطرق.
فظلت القوارب التي تجرها الخيول والمراكب، هي الوسائل الرئيسية للمواصلات الداخلية الطويلة المدى حتى اواسط
القرن التاسع عشر الميلادي. كانت الحيوانات تجر المراكب بالحبال بصعوبة على امتداد ضفاف الانهار والقنوات.

انشئت مئات القنوات في اوروبا منذ اواخر العصور الوسطى حتى اوائل القرن التاسع عشر الميلادي.
ففي عام 1742م شقت قناة في ايرلندا لربط بحيرة لونيا بالبحر عند نيوري. وفي بريطانيا
انشئت القنوات الاولى لشحن الفحم الحجري بتكلفة زهيدة من المناجم الى المدن الصناعية. ففي عام
1761م افتتحت قناة بردجواتر حيث ربطت المناجم في وسلي بالمصانع في مانشستر. ولم يكن للثورة
الصناعية ان تنجح بدون القنوات التي كانت تحمل المواد الخام الثقيلة والبضائع. وبحلول اربعينيات القرن
التاسع عشر الميلادي ادى التوسع في السكك الحديدية الى اضمحلال الحركة على القنوات. فقد اصبحت
السكك الحديدية تنقل البضائع بسرعة اكبر من خلال شبكة عريضة من الخطوط.

خلال القرن الثامن عشر الميلادي، انشات فرنسا وبريطانيا طرقا معبدة جيدة البناء منذ عصور الرومان.
وبحلول اواسط القرن التاسع عشر الميلادي انتهى العمل في اول طريق سريع رئيسي في الولايات
المتحدة الامريكية والمسمى الطريق القومي. وكان هذا الطريق يربط مدن كمبرلاند وماريلاند وفانداليا بولاية الينوي.
ولكنه كان طريقا مرصوفا بالحصى ولايرقى لمستوى الطرق في فرنسا وبريطانيا في ذلك الوقت. وظل
الامريكيون الاوائل المسافرون غربا من نهر المسيسيبي يعبرون ارضا فضاء لاطرق فيها. وكانوا يقودون عرباتهم
المغطاة فوق مسارات ترابية مثل ممر سانتا في، وممر اوريجون.

لم يتغير التصميم الاساسي للعربات كثيرا منذ اواخر العصور الوسطى حتى القرن التاسع عشر الميلادي.
وقد بدا اول خط عربات داخل المدينة في باريس اثناء ستينيات القرن السابع عشر الميلادي.
وكان ذلك بمثابة السلف لخدمات المواصلات اليومية، من والى العمل في الوقت الحاضر. وبدا اول
خط عربات طويل بين المدن بين انجلترا واسكتلندا حوالي عام 1670م. وكان ذلك الخط يعمل
بين مدينتي لندن وادنبره قاطعا مسافة طولها حوالي 630كم. وكانت هذه العربات تسمى بالمركبات المرحلية
لانها كانت تسافر على مراحل وتقف في اماكن محددة على الطريق لتغيير الخيول.

المواصلات في القرن التاسع عشر وفر المحرك البخاري مصدرا جديدا تماما للطاقة للمواصلات اثناء القرن
التاسع عشر. وكان يستخدم لدفع القاطرات والقوارب ذات عجلات التجديف والسفن. ولكن الناس ظلوا يستخدمون
ايضا المصادر القديمة للطاقة مثل الحيوانات والرياح.

عصر البخار. سجل اختراع المحرك البخاري بداية لاعظم ثورة في المواصلات منذ ابتكار العجلة والسفينة
الشراعية. فقد طور المخترعون البريطانيون المحرك البخاري خلال القرن الثامن عشر الميلادي.كانت اولى المركبات البرية
ذاتية الدفع تعمل بالمحركات البخارية. فقد صنع ضابط في الجيش الفرنسي يسمى نيكولا كونو اول
مركبة من هذا النوع عام 1769م. كانت الجرارة البخارية ذات العجلات الثلاث التي ابتكرها تستخدم
لجر المدافع. ثم طورت في انجلترا سيارات بخارية تحمل ركابا في اوائل القرن التاسع عشر
الميلادي. وفي عام 1807م بدات في الولايات المتحدة الامريكية اول سفن بخارية تقدم خدمات ناجحة
تجاريا. اما اول خط حديدي بخاري ناجح فقد بدا يعمل في انجلترا عام 1825م.

وبحلول اواخر القرن التاسع عشر الميلادي، بدات السفن التي تعمل بالمحرك البخاري تحتل مكان السفن
الشراعية في معظم خطوط الشحن العالمية. لكن القطارات البخارية هي التي ادت الدور الرئيسي في
الثورة التي حدثت في عالم المواصلات. ففي اواخر القرن التاسع عشر الميلادي كانت المركبات البخارية
للسكك الحديدية تنطلق بسرعة لم تكن في الحسبان حيث تبلغ 100 ك/ ساعة او اكثر.
وكانت تنقل حمولة اكبر مئات المرات من التي يمكن لمجموعة من الخيول ان تجرها. وبحلول
القرن العشرين، كانت خطوط السكك الحديدية قد امتدت الى كل مكان في اوروبا وامريكا الشمالية
والعديد من مناطق افريقيا واسيا واستراليا وامريكا الجنوبية.

ومع ازدياد عدد السفن البخارية والقطارات البخارية التي دخلت الخدمة، بدات اسعار تذاكر الركاب وتكاليف
الشحن في الهبوط، وشجعت الاسعار المخفضة على السفر والتجارة ونمو المدن. وبالاضافة الى ذلك اصبح
العديد من الناس يعتادون الحركة السريعة والتغيير المتلاحق. وخلق ذلك الازدياد في سرعة الحياة المزيد
من الحاجة الى مواصلات اكثر سرعة.

مركبات اوائل القرن العشرين بحلول القرن العشرين كانت المركبات ذات المحرك قد حققت ثورة في
المواصلات. وكانت السفن البخارية العابرة للمحيطات والسفن الهوائية والترام الكهربائي والقطارات البخارية القوية واوائل السيارات
المنتجة على نطاق واسع تحمل الناس ابعد واسرع مما عهدوه من قبل.

بدايات المواصلات الحديثة. ظهرت اول القطارات وعربات الترام الكهربائية في اوروبا والولايات المتحدة الامريكية اثناء
ثمانينيات القرن التاسع عشر الميلادي. وفي التسعينيات من نفس القرن، اخترع المهندس الالماني رودلف ديزل
المحرك الذي سمي باسمه فيما بعد. ومع مرور الوقت احتلت محركات الديزل مكان المحركات البخارية
في العديد من السفن ومعظم القطارات. ومن بين جميع اختراعات القرن التاسع عشر الميلادي كان
المحرك الذي يعمل بالبترول هو الذي جاء باوسع التغييرات في عالم المواصلات.

تطورت الدراجة في اوروبا اثناء القرن التاسع عشر الميلادي، وفي الثمانينيات من ذلك القرن اتقن
المخترعون الالمان محرك البترول، وزودوا الدراجات ذات العجلات الثلاث بالمحركات. وفي التسعينيات من القرن التاسع
عشر الميلادي صنع المهندسون الفرنسيون اول مركبات بهياكل سيارات تعمل بمحرك البنزين. اما اولى الحافلات
والشاحنات التي تعمل بالبنزين، فقد صنعت في المانيا في التسعينيات من القرن التاسع عشر الميلادي.

وفي عام 1903م استخدم صانعا الدراجات الامريكيان اورفيل ولبور رايت محركا يعمل بالبترول لتشغيل طائرة
صغيرة قاما بتصميمها. فاصبحت طائرة الاخوين رايت اول طائرة تحمل انسانا الى الجو وتطير بنجاح.

المواصلات في الثلاثينيات من القرن العشرين بدات معظم انواع المواصلات العامة الحديثة تاخذ شكلها منذ
الثلاثينيات من هذا القرن. فاصبحت خطوط السكك الحديدية في الوسائل الرئيسية للمواصلات العامة بين المدن.
كما بدات شركات الحافلات وخطوط الطيران التجارية تحمل ركابا اكثر فاكثر. وحملت العبارات العديد من
الركاب على النطاق المحلي.

اصبحت السيارات على نحو متزايد وسيلة مهمة لنقل الركاب في العديد من البلدان الصناعية اثناء
عشرينيات القرن العشرين. ومع ازدياد عدد اصحاب السيارات ازدادت كذلك الحاجة الى طرق افضل واكثر.
فانشئ العديد من الطرق الحديثة في الفترة بين 1900 و1930م.

بدات اول خطوط طيران تجارية عملها في اوروبا عام 1919م، وفي مناطق عديدة اخرى من
العالم في العشرينيات من القرن العشرين. وبحلول اواخر الثلاثينيات كانت خطوط الطيران في العالم تحمل
3,5 مليون راكب سنويا. وكانت جميع الطائرات تعمل بالمراوح والمحركات المزودة بالبترول الى ان تمكن
مهندسون المان في اواخر الثلاثينيات من بناء اول طائرة بمحركات نفاثة. وكانت جميع هذه الطائرات
النفاثة طائرات حربية، ثم بدات اول خطوط الطائرات النفاثة عملها خلال الخمسينيات.

جاء التقدم الباهر في المواصلات بتغيرات هائلة في حياة الناس. فاصبحت الرحلات الطويلة امرا عاديا
بسبب التطور في الطيران التجاري. كما نتج عن التطور في الشحن البحري والتبريد، ان اصبح
من الممكن توزيع البضائع التي كانت متوافرة فقط في مناطق معينة، الى جميع انحاء العالم
تقريبا.

ادى التطور في السيارات الى نمو الضواحي الممتدة حول المدن الكبيرة. واصبح الناس يعتمدون على
السيارات من والى اعمالهم في هذه المدن. فلولا هذه الوسيلة للمواصلات الخاصة لاصبح العيش في
الضواحي غير عملي اوشبه مستحيل لكثير من الناس.

السابق
الاقليم النباتي , الجغرافيا وشرح الاقليم النباتي المقسم لاربع اجزاء
التالي
جربى شكل الحجاب عليكى و احكمى , لفات حجاب اردنية