اجمل القصص الدينية , المنافقون في القران

احلى القصص الدينيه , المنافقون فالقران

المنافقون فالقران


((مواضيع قرانية))

باسمة تعالى


قال الله تعالي فكتابة الكريم: ﴿ومن الناس من يقول امنا بالله و باليوم الاخر و ما هم بمؤمنين ، يخادعون الله و الذين امنوا و ما يخدعون الا انفسهم و ما يشعرون، فقلوبهم مرض فزادهم الله مرضا و لهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون، و اذا قيل لهم لا تفسدوا فالارض قالوا انما نحن مصلحون، الا انهم هم المفسدون و لكن لا يشعرون، و اذا قيل لهم امنوا كما امن الناس قالوا انؤمن كما امن السفهاء الا انهم هم السفهاء و لكن لا يعلمون﴾.1

معني النفاق

النفاق مشتق من ما ده (نفق) فالاصل، علي و زن “نفخ” بمعني النفوذ و التسرب، و ”نفق” علي و زن “شفق” اي القنوات و التجاويف التي تحدث فالارض، و تستغل للتخفى و التهرب و الاستتار و الفرار.

واشار بعض المفسرين الي ان بعض الحيوانات كالذئاب و الحرباء و الفار الصحراوي، تتخذ لها غارين:


الاول: و اضح تدخل و تظهر منة بصوره مستمرة.


الثاني: غير و اضح و مخفى تهرع الية فساعات الخطر و يسمي “النفقاء”.

والمنافق هو الذي اختار طريقا مشبوها و مخفيا لينفذ من خلالة الي المجتمع، و يهرب عند الخطر من طريق اخر.

فالنفاق هو الدخول غى الاسلام من و جة و الخروج عنة من الاخر، و ربما سمى المنافق منافقا اقتباسا من المعني اللغوى للنفق و هو السرب فالارض.

والمنافق فالاصطلاح الشرعي: هو الذي يستر كفرة و يخرج ايمانه.. و هو السرب الذي يستتر فية لسترة و كفره.2

بدايه ظهور النفاق

عندما اعلن النبي(صلي الله علية و اله) دعوتة فمكه المكرمه و اجة التحديات من قريش و اعداء الدين بشكل علني، و لم يكن هؤلاء ليستتروا او ليخفوا عداءهم و حقدهم، و ذلك ما جعل ظاهره النفاق غير ذات اثر، و لا و جود لمعالمها فمكة، فالاعداء كانوا لا يخشون الاسلام و يستطيعون التعبير عن جميع شيء بدون حذر، و لا حاجه الي التخفى او اللجوء الي النفاق فو قوفهم بوجة الاسلام.

ولكن بعد الهجره النبويه المباركه الي المدينة، و بدايه ارساء القواعد الاساسيه للدين، و تشييد اركانه، و نمو الكيان الاسلامى الوليد و ازديادة قوه و منعه بعد انتصار المسلمين فغزوه “بدر”، و غيرها من الانتصارات التي عرضت للخطر مصالح زعماء المدينة، و خاصه اليهود منهم حيث كانوا يتمتعون فالمدينه المنوره بمكانه ثقافيه و اقتصاديه مرموقه و غير هذا من الامور..

كل هذا شكل عاملا مهما و اساسيا فبدايه ظهور النفاق، و محاوله الكثيرين التظاهر بالانتماء الي ذلك الدين خوفا من سقوط عروشهم.

لقد استحكم الاسلام و اتسع فالمدينه و اصبح اعداؤة من الضعف بحيث يصعب عليهم التجاهر فعدائهم، بل ربما يتعذر هذا عليهم فبعض الاحيان، و من هنا اختار اعداء الاسلام المهزومون ان يواصلوا خططهم التخريبيه من اثناء اظهار الاسلام و ابطان الكفر، و انخرطوا ظاهرا فصفوف المسلمين، بينما ظلوا محافظين علي كفرهم فباطنهم.

وهذا الكلام لا يعنى عدم تسرب النفاق فمتبعى النبى (صلي الله علية و اله) المؤمنين بمكه قبل الهجرة، و هم اولئك الذين كانت لهم مطامح و مطامع دنيويه من قبيل الطمع بالرئاسه و التقدم و الاستعلاء، و الاستفاده من بعض القضايا التي تخدم مصالحهم الشخصية. و ايضا الحال فما بعد و فاه النبى (صلي الله علية و اله)، فان حركه النفاق غير محصوره بعصرة (صلي الله علية و اله)، بل ان المجتمع الاسلامى كان و لا يزال عرضه لخطر المنافقين و اذاهم علي الدوام.

القران و المنافقين

اهتم القران الكريم اهتماما بالغا، و فضح احوالهم، و ذكر مساوئ اخلاقهم و اكاذيبهم و خدائعهم و دسائسهم، و الفتن التي اقاموها علي النبى (صلي الله علية و اله) و علي المسلمين، و جاء ذكرهم فالكثير من السور القرانيه كسوره البقره و ال عمران و النساء و المائده و الانفال و التوبه و العنكبوت و الاحزاب و الفتح و الحديد و الحشر و المنافقون و التحريم. و كانت الايات الاولي من سوره البقره فقولة تعالى: ﴿ومن الناس من يقول امنا بالله و باليوم الاخر و ما هم بمؤمنين﴾3 من اوائل الايات القرانيه التي نزلت لبيان حال هؤلاء، و ربما نزلت علي ما قيل علي راس سته اشهر من الهجرة، و بينت حقيقه تلونهم حسب ما تقتضية مصالحهم الشخصيه و منافعهم المادية.

ولاجل بيان خطرهم الدائم و المستمر فكل زمان و عصر حذر القران الكريم منهم و اعتبرهم العدو الاخطر للمؤمنين، فقال تعالى: .. ﴿هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله انني يؤفكون﴾ 4.


المنافقون و محاولاتهم القضاء علي الاسلام

لقد بذل المنافقون نوعيات الدسائس و المكائد فسبيل ضرب الاسلام من اول يوم نشاته، و حاولوا مرارا القضاء علي الاسلام بشتي الوسائل فعده مواقف منها:


1- انسلالهم فجيش المسلمين يوم معركه احد و كانوا ثلث الجيش تقريبا.


2- عقدهم الحلف مع اليهود و استنهاضهم علي المسلمين.


3- بناء مسجد ضرار.


4- اشاعتهم لحديث الافك.

وغيرها من الاحداث و الوقائع التي و صل الامر معها الي تهديد القران الكريم لهم لكى يتوقفوا عن الافساد و تقليب الامور علي النبى (صلي الله علية و اله)، فقال تعالى: ﴿ لئن لم ينتة المنافقون و الذين فقلوبهم مرض و المرجفون فالمدينه لنغرينك بهم بعدها لا يجاورونك بها الا قليلا، ملعونين اينما ثقفوا اخذوا و قتلوا تقتيلا﴾5.

وغزوه تبوك و ما جري بها تعتبر من الشواهد العظيمه علي مؤامره المنافقين و اساليبهم التي من خلالها حاولوا استغلال الدين.

فقد اوحي الله تعالي الي نبية الكريم (صلي الله علية و اله) ان يسير الي تبوك بنفسه، و يستنفر الناس للخروج معه، و اعلمة انه لا يحتاج بها الي حرب، و لا قتال عدو، و ان الامور سوف تنقاد الية بغير سيف، بل اراد امتحان اصحابة بالخروج معه، و اختبارهم ليتميزوا بذلك.

فاستنفرهم النبى (صلي الله علية و اله) الي بلاد الروم.. فابطا اكثرهم عن طاعته، رغبه فالدنيا، و حرصا علي المعيشه و اصلاحها، و خوفا من شده القيظ، و بعد المسافة، و لقاء العدو.

ولما اراد النبى (صلي الله علية و اله) الخروج استخلف امير المؤمنين (علية السلام)، فاهلة و ولده، فقال (صلي الله علية و اله): “يا على ان المدينه لا تصلح الا بى او بك”، و ربما اراد (صلي الله علية و اله) الاحتياط خوفا من هجوم الاعداء غفله علي المدينة، و لا احد يستطيع رد العدو الا الامام على (علية السلام). و لما علم اهل النفاق باستخلاف الامام على (علية السلام) علي المدينه حسدوة لذلك، و ساءهم الامر.. فاخذوا يبثون الدعايات الكاذبه و القول بان النبى (صلي الله علية و اله) لم يستخلف عليا (علية السلام) اكراما و اجلالا له.. و انما خلفة استثقالا له.. فلما بلغ الامر الي امير المؤمنين(علية السلام) عمل علي الفور علي فضح اكاذيبهم، فلحق بالنبي(صلي الله علية و اله) و قال له: “يا رسول الله ان المنافقين يزعمون انك انما خلفتنى استثقالا و مقتا”، فقال النبي(صلي الله علية و اله): “ارجع يا اخى الي مكانك، فان المدينه لا تصلح الا بى او بك، فانت خليفتى فاهل بيت =و دار هجرتى و قومي، اما ترضي ان تكون منى بمنزله هارون من موسي الا انه لا نبى بعدي؟”

وتضمن ذلك النص انقلابا تاما لمؤامره المنافقين، و تثبيت امير المؤمنين(علية السلام) بالنص علية بالامامة، و دل علي فضل لم يشركة فية احدا سواه..”6.

تاملات فسوره المنافقين

سوره المنافقين هى من بين السور القرانيه التي تضمنت الحديث عن النفاق و علامات المنافقين، و المحور الاساس فهذة السوره هو صفات المنافقين و الامور المرتبطه بهم، و تحذير المؤمنين و ضروره الانتباة الي خطط و مكائد المنافقين، و لاجل هذا سميت بسوره المنافقين.

وقد ذكر اصحاب التفسير الاسباب الكامنه و راء نزول الايات القرانيه التي و رد بها الحديث عن المنافقين فهذة السورة، و مما جاء:

انة بعد غزوه بنى المصطلق ازدحم الناس علي الماء، و ردت و ارد الناس و مع عمر بن الخطاب اجير له من بنى غفار يقال له: “جهجاه”، فازدحم هو و ”سنان الجهني” حليف بنى عوف من الخزرج علي الماء فاقتتلا، فصرخ الجهني: يا معشر الانصار، و صرخ جهجاه: يا معشر المهاجرين.

فغضب عبدالله بن ابى سلول و عندة رهط من قومة فيهم: “زيد بن ارقم” غلام حدث السن فقال: او ربما فعلوها؟ ربما كاثرونا فبلادنا، اما و الله ﴿لئن رجعنا الي المدينه ليخرجن الاعز منها الاذل﴾7، بعدها اقبل علي من حضرة من قومة فقال: “هذا ما فعلتم بانفسكم، احللتموهم ببلادكم و قاسمتموهم اموالكم، و الله لو امسكتم عنهم ما بايديكم لتحولوا الي غير بلادكم”.

فسمع هذا زيد فمشي بة النبي(صلي الله علية و اله) و هذا عند فراغ رسول الله من غزوه، فاخبرة الخبر و عندة عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله مر بة عباد بن بشر فليقتله، فقال رسول الله(صلي الله علية و اله): “كيف اذا تحدث الناس ان محمدا قتل اصحابه؟ و لكن ائذن بالرحيل”.

فارتحل فساعه لم يكن يرتحل بها ليقطع ما الناس فيه، فلقية اسيد بن حضير فسلم عليه، و قال: يا رسول الله، لقد رحت فساعه لم تكن تروح فيها؟ فقال: او ما بلغك ما قال عبدالله بن ابي؟ قال: و ما ذا قال؟ قال: قال زعم انه ان رجع الي المدينه ليخرجن الاعز منها الاذل. قال اسيد: فانت و الله تظهرة ان شئت، فانك العزيز و هو الذليل.

ثم قال: يا رسول الله، ارفق بة فوالله لقد من الله بك و ان قومة لينظمون له الخرز ليتوجوه، فانة ليري انك ربما استلبتة ملكا.

وسمع عبدالله بن ابى ان زيدا اعلم النبي(صل الله علية و اله) قوله، فمشي الي رسول الله(صل الله علية و اله) فحلف بالله ما قلت ما قال و لا تكلمت به، و كان عبدالله فقومة شريفا، فقالوا: يا رسول الله عسي ان يصبح الغلام ربما اخطا.

وانزل الله تعالى: ﴿اذا جاءك المنافقون..﴾. 8 تصديقا لزيد. فلما نزلت اخذ رسول الله(صلي الله علية و اله) باذن زيد و قال: “هذا الذي اوفي الله باذنه”، و بلغ ابن عبدالله بن سلول ما كان من امر ابيه، فاتي النبي(صلي الله علية و اله) فقال: يا رسول الله، بلغنى انك تريد قتل ابي، فان كنت فاعلا فمرنى به، فانا احمل اليك راسه، و اخشي ان تامر غيرى بقتلة فلا تدعنى نفسى انظر الي قاتل ابى يمشى فالناس فاقتله، فاقتل مؤمنا بكافر فادخل النار.

فقال النبي(صلي الله علية و اله): “بل نرفق به، و تحسن صحبتة ما بقى معنا، فكان بعد هذا اذا اخر حدثا عاتبة قومة و عنفوه”9.

وفى خاتمه المطاف نقول:

ان مؤامره المنافقين و خداعهم مهما طال، لكن فالنهايه لا بد من ان تنكشف الاعيبهم و مؤامراتهم لن تدوم طويلا، و ربما يستطيع المنافقون ان يتمتعوا مدة قصيره بمصونيه الاسلام و الايمان، و بصداقه الكفار سرا، لكن هذة الحاله كشعله ضعيفه معرضه لالوان العواصف، سرعان ما تنطفئ، و يخرج الوجة الحقيقى للمنافقين، و يظلون حائرين، كانسان يتخبط فظلام دامس.

و لذا اخبرنا الله تعالي عن هذة الحاله التي يصبح عليها اهل النفاق بقولة الكريم: ﴿مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما اضاءت ما حولة ذهب الله بنورهم و تركهم فظلمات لا يبصرون، صم بكم عمى فهم لا يرجعون﴾10.


اجمل القصص الدينية , المنافقون في القران