الحمام الازرق , كيف تعيش الحمامة الزرقة

 



الحمامه طائر معروف، الكل منا يعرفه، و هو يالف الانسان و الانسان يالفة و يحبة و يعيش معة فالحقل و البيت، و يشاركة في

الميادين و الحدائق، و حتي فدور العبادة، كما انه يعتبر رمزا و شعارا للسلام و المحبة، يتخذة من عجز عن اخذ حقة بالقوة

شعارا له، متذرعين بحبهم للسلام الذي لن ينالوه، خاصه ان كانت هذة الحقوق اخذت اغتصابا، و بغير و جة حق لتبقي هذه

الحقوق حسره فالصدور.

وهذة الصداقه – كما تعلمون – متاصله بينهم منذ قديم الزمان، و الادله و الدلالات تثبت و تسند هذة الصداقه و المحبة، و تربط

بداياتها بتلك المهمه الناجحه التي قامت فيها فالتاريخ القديم؛ اي: فالنشاه الثانيه للحياة علي و جة الارض، و نتائجها

المفرحه التي اتت فيها الحمامه الطيبه الصادقه لاهل السفينة، بعد ان رجعت بغصن الزيتون، و التي تعد ثاني مهمه لمخلوق

خارج الفلك المشحون.

وبقيت الحمامه تخدم الانسان من بعد نوح – علية السلام – بكل جد و اخلاص، يؤيد ذلك ما و رد فكتب التاريخ: ان الحمام كان يحمل الرسائل لقدماء المصريين و الفرس (الايرانيين حاليا) منذ 3000 عام، و فاليونان كان الحمام يحمل اخبار انتصارات الالعاب الاوليمبية، التي لم يشارك بها لا العرب العاربة، و لا العرب المستعربه و قتها، و تمت مشاركه العرب المتاخره بها بدون احراز نتائج تذكر!

كما استعمل الرومان الحمام لارسال الرسائل العسكرية، و ربما استعمل الفرنسيون الحمام الزاجل فالحرب الفرنسيه البروسية، كما قام الالمان بتدريب الصقور كسلاح مضاد لاعتراضها و الامساك بها، كما نراة اليوم فصواريخ باتريوت، التي تعترض الصواريخ التدميرية، و ربما قام الحمام الزاجل بخدمه سلاح الاشاره الامريكى فالحربين العالميتين الاولي و الثانية، و فالحرب الكورية.

وسجلت الحرب العالميه الاولي قصصا مذهله عن قيام الحمام الزاجل بتوصيل الرسائل خلال القتال، فقد حملت حمامه رساله من علي بعد 40كم ف25 دقيقة، و هذة سرعه معقوله مع سرعه الاليات و قتها، و لكن غير المعقول ان هذة الحمامه المخلصه و صلت مقطوعه الرجل، و جريحه الصدر، اثر رصاصة! لان المسكينه لم تكن مصفحة، و لم تجهز بتلك الاجهزه التي تشوش علي العدو، و التي لن يصبح لها تاثير مع سلاح الصقور الفعال الذي استعملة الالمان.

وكان لا بد لنا – نحن كعرب – من استعمال الحمامة، و لكن فنقل الرسائل البريديه فقط؛ فقد اعتني العرب بالحمام الزاجل لنقل رسائلهم البريدية، و جعلوا لها ادارات تشرف علي الحمام فانحاء الدوله الاسلامية، و عمالا يراقبون و صول الحمام فالابراج و سفره.

وكانت هنالك خطوط سير للحمام، كالتى نسمع عنها فهذة الايام للطائرات التي لا ترى، و من اجل هذا نظمت خطوط كثيره للحمام الزاجل بين عواصم و مدن البلدان العربيه و الاسلامية؛ لنقل البريد المستعجل، و اهم هذة الخطوط هذا الخط الذي اقيم بين مصر و الشام، فعهد نور الدين محمود عام 1146 م، و اعد له مطارات، محطات ذات ابراج فكل 13 ميلا، ما يعادل 21 كم تقريبا، و كانت هنالك خطوط ثانويه تتفرع عن الخطوط الرئيسة؛ منها: خط القاهره دمشق عن طريق غزه و القدس، بعدها غزه و كرك علي البحر الميت و دمشق و بعلبك و غيرها.

وفى الرسائل السلطانيه كان ينقش اسم السلطان علي منقار الحمام، و توضع ارقام خاصه علي رجلة كاللوحات التي نراها اليوم علي السيارات و الطائرات من شعارات و ارقام و كلمات، بالتاكيد ما عدا تلك الاشارات الضوئيه التي تصدرها الطائرات فايامنا هذه، و الحمامه لا تكتشفها الردارات الجديدة اطلاقا، و هذة ميزه لم يحققها الانسان فاختراعاتة الا قبل سنين قليله فطائرات الشبح، التي لم تستعمل و تجرب كفاءتها الا فمنطقتنا و علي رؤوسنا.

وكان اول استعمال للحمام الزاجل بشكل موسع فالموصل بالعراق، بعدها مصر فعهد الفاطميين، بعدها العباسيين، و كان الايجاز اهم متميزات رسائل حمام الزاجل، فقد كان يستغني بها عن البسمله و المقدمه و اللقب، و يكتفي بذكر التاريخ و الساعه و مقال الرساله باختصار شديد، و خير الكلام ما قل و دل.

وكانلا يستعمل للرسائل السلطانيه الا الحمام الازرق اللون، و ربما يصبح اختيار ذلك اللون للتموية خلال الطيران الليلي، خاصه فالليالى مكتمله القمر، و كان هنالك البريد المباشر السريع الذي لا يتوقف فالمطارات الفرعية، و كان هذا بين عاصمه الدوله و عواصم الولايات، فاذا اراد السلطان مثلا ان يبعث رساله من القاهره الي دمشق، اطلق من ابراجة حمامه من حمام دمشق، فتصل اليها الرساله دون توقف.

وهذة الخطوط – يا ساده يا كرام – من المؤكد انها اندثرت، و اصبحت مجهوله ليس علي الحمام فقط، بل و علينا و علي سائر العربان، بعد ان امست بلاد العرب بلدانا، و لا اظن انها لو عادت سيصل الحمام الي و جهتة سالما، قياسا علي ما نراة من محاولات ايصال المعونات الغذائيه و الطبيه الي غزه و الاراضى المحتلة، و من قبلها العراق، و التفاف خطوط طيراننا قسرا، بعيدا عن بعض اراضينا المحتلة، مما يزيد المسافات و يجعلها فوق قدره الحمامة؛ خاصه و ان اغلب الخطوط الان علي البحر، و من الممكن بناء ابراج للحمام علي البحر، كما ان الحمامه ليست برمائيه و لا تعرف السباحة.

لا، لا، لا ممكن ان تصل الحمامه الا الي البلاد التي تعرفها حق المعرفة، و بعد ان تعيش مع اهلها و يتم تدريبها علي تضاريسها و مسالكها، تلك المسالك و البلدان التي غابت عنها و عنا، و لا نراها و بالكاد نذكرها، و لولا صور معاناه اهلنا التي نراها فنشرات الاخبار لنسيناها، و لان الحمامه لا تعرف خطوط الطول و العرض الخفيه التي لا تستطيع ان تراها، و ليس بقدرتها التعامل مع البوصلات و اجهزه التوجية التي تحدد المسارات و المواقع.

ومنذ هذا الوقت – يا ساده يا كرام – اصبحت للحمامه مكانتها، و توطدت العلاقه بينها و بين الانسان، رغم ما يعتريها من تنكر، خاصه من قبل الانسان عندما يجوع المسكين لتصبح و جبه شهيه مشوية، او مسلوقة، او مقلية، او بالارز محشوة، او حسب رغبته، و برغم هذا لم تهرب الحمامه و تتوحش كبعض المخلوقات بسبب بطش و قتل و اذيه الانسان لها.

وهذا ما يؤكدة تقرير لبعض العلماء قالوا: ان نحو ثلاثه الي خمسه بلايين من الحمام المهاجر كانت موجوده فامريكا الشماليه فحوالى عام 1500 م، و ربما اخذ ذلك الحمام اسمة المهاجر من كثره اسفارة الي الاماكن الجديدة؛ بحثا عن الطعام، و كانت مجموعات الحمام المهاجر تسافر بسرعه شديدة، و فجماعات ربما تصل الي عده ملايين، بدات الاعداد الكبيره للحمام المهاجر فالتناقص منذ الخمسينيات من القرن التاسع عشر الميلادي.

وهذا يتناسب تماما مع ما حصل للهندى الاحمر المسكين، الذي شارف علي الانقراض، و من بقى منة يعيش فالمحميات! جميع هذا كان بسبب تعاملهم، و الحمام المهاجر مع ما يسمي بالانسان الابيض المادى النهم الذي ما زال يمارس الاباده حتي اليوم، و يكفى ان تنظروا بتمعن الي مواقع و سبب الحروب و المجاعات فايامنا هذه، و سلامتكم.


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/culture/0/10170/#ixzz3f4HoSYHO

 

  • الحمام الازرق


الحمام الازرق , كيف تعيش الحمامة الزرقة