اجمل مواضيع منوعه

اجمل القصص الدينية , المنافقون في القران

اجمل القصص الدينية - المنافقون في القران 1217

اجمل القصص الدينية , المنافقون في القران

المنافقون في القران
((مقالات قرانية))

باسمه تعالى
قال الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر وما
هم بمؤمنين ، يخادعون الله والذين امنوا وما يخدعون الا انفسهم وما يشعرون، في قلوبهم
مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون، واذا قيل لهم لا تفسدوا
في الارض قالوا انما نحن مصلحون، الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون، واذا قيل
لهم امنوا كما امن الناس قالوا انؤمن كما امن السفهاء الا انهم هم السفهاء ولكن
لا يعلمون﴾.1

معنى النفاق

النفاق مشتق من مادة (نفق) في الاصل، على وزن “نفخ” بمعنى النفوذ والتسرب، و”نفق” على
وزن “شفق” اي القنوات والتجاويف التي تحدث في الارض، وتستغل للتخفي والتهرب والاستتار والفرار.

واشار بعض المفسرين الى ان بعض الحيوانات كالذئاب والحرباء والفار الصحراوي، تتخذ لها غارين:
الاول: واضح تدخل وتخرج منه بصورة مستمرة.
الثاني: غير واضح ومخفي تهرع اليه في ساعات الخطر ويسمى “النفقاء”.

والمنافق هو الذي اختار طريقا مشبوها ومخفيا لينفذ من خلاله الى المجتمع، ويهرب عند الخطر
من طريق اخر.

فالنفاق هو الدخول غي الاسلام من وجه والخروج عنه من الاخر، وقد سمي المنافق منافقا
اقتباسا من المعنى اللغوي للنفق وهو السرب في الارض.

والمنافق في الاصطلاح الشرعي: هو الذي يستر كفره ويظهر ايمانه.. وهو السرب الذي يستتر فيه
لستره وكفره.2

بداية ظهور النفاق

عندما اعلن النبي(صلى الله عليه واله) دعوته في مكة المكرمة واجه التحديات من قريش واعداء
الدين بشكل علني، ولم يكن هؤلاء ليستتروا او ليخفوا عداءهم وحقدهم، وهذا ما جعل ظاهرة
النفاق غير ذات اثر، ولا وجود لمعالمها في مكة، فالاعداء كانوا لا يخشون الاسلام ويستطيعون
التعبير عن كل شيء بدون حذر، ولا حاجة الى التخفي او اللجوء الى النفاق في
وقوفهم بوجه الاسلام.

ولكن بعد الهجرة النبوية المباركة الى المدينة، وبداية ارساء القواعد الاساسية للدين، وتشييد اركانه، ونمو
الكيان الاسلامي الوليد وازدياده قوة ومنعة بعد انتصار المسلمين في غزوة “بدر”، وغيرها من الانتصارات
التي عرضت للخطر مصالح زعماء المدينة، وخاصة اليهود منهم حيث كانوا يتمتعون في المدينة المنورة
بمكانة ثقافية واقتصادية مرموقة وغير ذلك من الامور..

كل ذلك شكل عاملا مهما واساسيا في بداية ظهور النفاق، ومحاولة الكثيرين التظاهر بالانتماء الى
هذا الدين خوفا من سقوط عروشهم.

لقد استحكم الاسلام واتسع في المدينة واصبح اعداؤه من الضعف بحيث يصعب عليهم التجاهر في
عدائهم، بل قد يتعذر ذلك عليهم في بعض الاحيان، ومن هنا اختار اعداء الاسلام المهزومون
ان يواصلوا خططهم التخريبية من خلال اظهار الاسلام وابطان الكفر، وانخرطوا ظاهرا في صفوف المسلمين،
بينما ظلوا محافظين على كفرهم في باطنهم.

وهذا الكلام لا يعني عدم تسرب النفاق في متبعي النبي (صلى الله عليه واله) المؤمنين
بمكة قبل الهجرة، وهم اولئك الذين كانت لهم مطامح ومطامع دنيوية من قبيل الطمع بالرئاسة
والتقدم والاستعلاء، والاستفادة من بعض القضايا التي تخدم مصالحهم الشخصية. وكذلك الحال في ما بعد
وفاة النبي (صلى الله عليه واله)، فان حركة النفاق غير محصورة بعصره (صلى الله عليه
واله)، بل ان المجتمع الاسلامي كان ولا يزال عرضة لخطر المنافقين واذاهم على الدوام.

القران والمنافقين

اهتم القران الكريم اهتماما بالغا، وفضح احوالهم، وذكر مساوئ اخلاقهم واكاذيبهم وخدائعهم ودسائسهم، والفتن التي
اقاموها على النبي (صلى الله عليه واله) وعلى المسلمين، وجاء ذكرهم في العديد من السور
القرانية كسورة البقرة وال عمران والنساء والمائدة والانفال والتوبة والعنكبوت والاحزاب والفتح والحديد والحشر والمنافقون
والتحريم. وكانت الايات الاولى من سورة البقرة في قوله تعالى: ﴿ومن الناس من يقول امنا
بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين﴾3 من اوائل الايات القرانية التي نزلت لبيان حال هؤلاء،
وقد نزلت على ما قيل على راس ستة اشهر من الهجرة، وبينت حقيقة تلونهم حسب
ما تقتضيه مصالحهم الشخصية ومنافعهم المادية.

ولاجل بيان خطرهم الدائم والمستمر في كل زمان وعصر حذر القران الكريم منهم واعتبرهم العدو
الاخطر للمؤمنين، فقال تعالى: .. ﴿هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله انى يؤفكون﴾ 4.
المنافقون ومحاولاتهم القضاء على الاسلام

لقد بذل المنافقون انواع الدسائس والمكائد في سبيل ضرب الاسلام من اول يوم نشاته، وحاولوا
مرارا القضاء على الاسلام بشتى الوسائل في عدة مواقف منها:
1- انسلالهم في جيش المسلمين يوم معركة احد وكانوا ثلث الجيش تقريبا.
2- عقدهم الحلف مع اليهود واستنهاضهم على المسلمين.
3- بناء مسجد ضرار.
4- اشاعتهم لحديث الافك.

وغيرها من الاحداث والوقائع التي وصل الامر معها الى تهديد القران الكريم لهم لكي يتوقفوا
عن الافساد وتقليب الامور على النبي (صلى الله عليه واله)، فقال تعالى: ﴿ لئن لم
ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها
الا قليلا، ملعونين اينما ثقفوا اخذوا وقتلوا تقتيلا﴾5.

وغزوة تبوك وما جرى فيها تعتبر من الشواهد العظيمة على مؤامرة المنافقين واساليبهم التي من
خلالها حاولوا استغلال الدين.

فقد اوحى الله تعالى الى نبيه الكريم (صلى الله عليه واله) ان يسير الى تبوك
بنفسه، ويستنفر الناس للخروج معه، واعلمه انه لا يحتاج فيها الى حرب، ولا قتال عدو،
وان الامور سوف تنقاد اليه بغير سيف، بل اراد امتحان اصحابه بالخروج معه، واختبارهم ليتميزوا
بذلك.

فاستنفرهم النبي (صلى الله عليه واله) الى بلاد الروم.. فابطا اكثرهم عن طاعته، رغبة في
الدنيا، وحرصا على المعيشة واصلاحها، وخوفا من شدة القيظ، وبعد المسافة، ولقاء العدو.

ولما اراد النبي (صلى الله عليه واله) الخروج استخلف امير المؤمنين (عليه السلام)، في اهله
وولده، فقال (صلى الله عليه واله): “يا علي ان المدينة لا تصلح الا بي او
بك”، وقد اراد (صلى الله عليه واله) الاحتياط خوفا من هجوم الاعداء غفلة على المدينة،
ولا احد يستطيع رد العدو الا الامام علي (عليه السلام). ولما علم اهل النفاق باستخلاف
الامام علي (عليه السلام) على المدينة حسدوه لذلك، وساءهم الامر.. فاخذوا يبثون الدعايات الكاذبة والقول
بان النبي (صلى الله عليه واله) لم يستخلف عليا (عليه السلام) اكراما واجلالا له.. وانما
خلفه استثقالا له.. فلما بلغ الامر الى امير المؤمنين(عليه السلام) عمل على الفور على فضح
اكاذيبهم، فلحق بالنبي(صلى الله عليه واله) وقال له: “يا رسول الله ان المنافقين يزعمون انك
انما خلفتني استثقالا ومقتا”، فقال النبي(صلى الله عليه واله): “ارجع يا اخي الى مكانك، فان
المدينة لا تصلح الا بي او بك، فانت خليفتي في اهل بيت ودار هجرتي وقومي،
اما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي؟”

وتضمن هذا النص انقلابا تاما لمؤامرة المنافقين، وتثبيت امير المؤمنين(عليه السلام) بالنص عليه بالامامة، ودل
على فضل لم يشركه فيه احدا سواه..”6.

تاملات في سورة المنافقين

سورة المنافقين هي من بين السور القرانية التي تضمنت الحديث عن النفاق وعلامات المنافقين، والمحور
الاساس في هذه السورة هو صفات المنافقين والامور المرتبطة بهم، وتحذير المؤمنين وضرورة الانتباه الى
خطط ومكائد المنافقين، ولاجل ذلك سميت بسورة المنافقين.

وقد ذكر اصحاب التفسير الاسباب الكامنة وراء نزول الايات القرانية التي ورد فيها الحديث عن
المنافقين في هذه السورة، ومما جاء:

انه بعد غزوة بني المصطلق ازدحم الناس على الماء، وردت وارد الناس ومع عمر بن
الخطاب اجير له من بني غفار يقال له: “جهجاه”، فازدحم هو و”سنان الجهني” حليف بني
عوف من الخزرج على الماء فاقتتلا، فصرخ الجهني: يا معشر الانصار، وصرخ جهجاه: يا معشر
المهاجرين.

فغضب عبد الله بن ابي سلول وعنده رهط من قومه فيهم: “زيد بن ارقم” غلام
حدث السن فقال: او قد فعلوها؟ قد كاثرونا في بلادنا، اما والله ﴿لئن رجعنا الى
المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل﴾7، ثم اقبل على من حضره من قومه فقال: “هذا ما
فعلتم بانفسكم، احللتموهم ببلادكم وقاسمتموهم اموالكم، والله لو امسكتم عنهم ما بايديكم لتحولوا الى غير
بلادكم”.

فسمع ذلك زيد فمشى به النبي(صلى الله عليه واله) وذلك عند فراغ رسول الله من
غزوه، فاخبره الخبر وعنده عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله مر به عباد بن
بشر فليقتله، فقال رسول الله(صلى الله عليه واله): “كيف اذا تحدث الناس ان محمدا قتل
اصحابه؟ ولكن ائذن بالرحيل”.

فارتحل في ساعة لم يكن يرتحل فيها ليقطع ما الناس فيه، فلقيه اسيد بن حضير
فسلم عليه، وقال: يا رسول الله، لقد رحت في ساعة لم تكن تروح فيها؟ فقال:
او ما بلغك ما قال عبد الله بن ابي؟ قال: وماذا قال؟ قال: قال زعم
انه ان رجع الى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل. قال اسيد: فانت والله تخرجه ان
شئت، فانك العزيز وهو الذليل.

ثم قال: يا رسول الله، ارفق به فوالله لقد من الله بك وان قومه لينظمون
له الخرز ليتوجوه، فانه ليرى انك قد استلبته ملكا.

وسمع عبد الله بن ابي ان زيدا اعلم النبي(صل الله عليه واله) قوله، فمشى الى
رسول الله(صل الله عليه واله) فحلف بالله ما قلت ما قال ولا تكلمت به، وكان
عبد الله في قومه شريفا، فقالوا: يا رسول الله عسى ان يكون الغلام قد اخطا.

وانزل الله تعالى: ﴿اذا جاءك المنافقون..﴾. 8 تصديقا لزيد. فلما نزلت اخذ رسول الله(صلى الله
عليه واله) باذن زيد وقال: “هذا الذي اوفى الله باذنه”، وبلغ ابن عبد الله بن
سلول ما كان من امر ابيه، فاتى النبي(صلى الله عليه واله) فقال: يا رسول الله،
بلغني انك تريد قتل ابي، فان كنت فاعلا فمرني به، فانا احمل اليك راسه، واخشى
ان تامر غيري بقتله فلا تدعني نفسي انظر الى قاتل ابي يمشي في الناس فاقتله،
فاقتل مؤمنا بكافر فادخل النار.

فقال النبي(صلى الله عليه واله): “بل نرفق به، وتحسن صحبته ما بقي معنا، فكان بعد
ذلك اذا احدث حدثا عاتبه قومه وعنفوه”9.

وفي خاتمة المطاف نقول:

ان مؤامرة المنافقين وخداعهم مهما طال، لكن في النهاية لا بد من ان تنكشف الاعيبهم
ومؤامراتهم لن تدوم طويلا، وقد يستطيع المنافقون ان يتمتعوا لمدة قصيرة بمصونية الاسلام والايمان، وبصداقة
الكفار سرا، لكن هذه الحالة مثل شعلة ضعيفة معرضة لالوان العواصف، سرعان ما تنطفئ، ويظهر
الوجه الحقيقي للمنافقين، ويظلون حائرين، مثل انسان يتخبط في ظلام دامس.

ولذلك اخبرنا الله تعالى عن هذه الحالة التي يكون عليها اهل النفاق بقوله الكريم: ﴿مثلهم
كمثل الذي استوقد نارا فلما اضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا
يبصرون، صم بكم عمي فهم لا يرجعون﴾10.

السابق
اغنية هتاخدك لعالم تانى , كلمات اغنية مستنياك ياروحي بشوق كل العشاق
التالي
تربية الهامستر , كيف اربي الهامستر في منزل