اشعر بالم فظيع بماذا تنصحينى لعلاجه , وخز في الرحم
تكمن اهمية الكشف المبكر عن السرطان هو اننا نستطيع ازالة هذا الورم مبكرا. من اقدم
طرق الكشف المبكر على السرطان هى “مسحة عنق الرحم” والتي بدات قبل حوالى مائة سنة
ولازالت لاهميتها تحتل المرتبة الاولى لعمليات الكشف المبكر على السرطان. فماهى مسحة عنق الرحم؟ وكيف
تعمل؟ وماهي الامور التي تكشفها؟ وماهو الوقت المناسب لها؟ وكم مرة تعمل فى السنة؟
عنق الرحم يغطي عادة بنوعين مختلفين من الخلايا. الجزء الخارجي من عنق الرحم مغطى بخلايا
“مسطحة” مثل التي تغطى جلد الانسان الخارجي وهى خلقت لحماية اكبر من الاحتكاك خاصة فى
منطقة معرضة للاحتكاك نتيجة الاتصال الجنسي. اما الخلايا الاخرى فهى تغطي قناة “عنق الرحم” (وهى
القناة الموصلة بين عنق الرحم و الرحم) وهى الخلايا “العمودية” .
مسحة عنق الرحم تشمل اخذ عينة من عنق الرحم بواسطة فرشاة خاصة. وتدخل الفرشاة في
عنق الرحم داخل قناة “عنق الرحم”. بحيث تمسح الفرشاة كامل سطح عنق الرحم. وتوضع الخلايا
على شريحة زجاجية ومن تم تصبغ هذه الشريحة بصبغات خاصة. الخلايا التي نستخرجها وتشمل الخلايا
“المسطحة” والخلايا “العمودية” تدرس بعناية فائقة في المختبر. تعطي هذه الخلايا عدة دلالات عن كثير
من الامراض فى الرحم، فى عنق الرحم وفي المهبل. هذه المسحة ينصح بها مرة كل
عام لكل امراة بالغة (ممكن اخذ عينات منها). وينصح باخذها فى غير وقت الدورة الشهرية.
تكشف هذه المسحة الامور التالية:
1.كشف الامراض السرطانية:لعل هذه هو السبب الرئيسى الذى بدات من اجله “مسحة عنق الرحم”. فهى
تكشف عن الخلايا التى بها تغيرات “القبل سرطانية”، وتسمى هذه dysplasia .فاذا وجدت مثل هذه
التحولات “القبل سرطانية” فى الخلايا فانها تصنف حسب قربها من التحول الى سرطان الى ثلاثة
انواع : انواع خفيفة التحول، متوسطة التحول وكبيرة التحول. فالانواع الكبيرة التحول هى التي ممكن
ان تتحول الى سرطان عنق الرحم خلال سنة الى ثلاث سنوات. اما “خفيفة التحول” فهي
قد تاخذ من 15 الى 20 سنة لتتحول الى سرطان. وبالتالي ناخذ مؤشرات مسبقة بتحول
الخلايا وبذلك نستطيع ان نعالج المريضة فى الوقت المناسب. للاسف فى بعض الاحيان تاتي المراة
فى مراحل متاخرة بحيث عندما نعمل لها هذه المسحة نكتشف ان عندها سرطان فى عنق
الرحم. ويكون ذلك عادة لاهمال المراة بنفسها وعدم اخذها عينات ” مسحة عنق الرحم” فى
مرحلة مبكرة من حياتها. كما ان مسحة عنق الرحم تساعد فى اكتشاف سرطان الرحم. وعادة
ما تاتي المريضة الى الطبيب بسبب نزيف غير عادى من المهبل. فعندما نفحص “المسحة” نكتشف
انها تحتوى على خلايا سرطانية من الرحم. وبذلك نساعد المريضة على علاج الورم مبكرا. من
نتائج هذا الفحص الروتينى ان نسبة سرطان عنق الرحم قد قلت كثيرا فى البلاد الغربية
اذ تكتشف معظم النساء قبل ظهور السرطان.
2.كشف الالتهابات المهبلية . هذه الالتهابات فد تكون التهابات جنسية او غير جنسية.
مرض “كثرة البكتيريا”. تستطيع هذه المسحة ان تكشف ان كان هناك بكتيريا غير طبيعية تودي
الى افرازات غير طبيعية. فالمعروف ان المهبل الطبيعى يحوى على بكتيريا عصوية. هذه البكتيريا مهمة
لايجاد وسط مائل للحموضة فى المهبل وهو مهم لصحة المهبل. وتستمد البكتيريا حموضيتها من تكسر
الخلايا السطحية “المسطحة” المغلفة للمهبل. فان اخذت المراة بعض المضادات الحيوية او كانت تعاني من
امراض معينة مثل السكري او امراضا اخرى، او كانت تمارس الجنس مع اكثر من رفيق،
فانها قد تحول البكتيريا العصوية الطبيعية الى بكتيريا اخرى تغير من طبيعية السائل فى المهبل
ممايؤدي الى افرازات من المهبل وقد تكون مصاحبة لحكة مع رائحة كريهة . وعلاجها يكون
باعطاء بعض المضادات الحيوية لاعاداتها الى التوازن الطبيعة.
و تكشف امراض الفطريات والتي تسبب بالاضافة الى افرازات المهبلية الغير طبيعية،حكة فى منطقة الاعضاء
التناسلية . واشهر هذه الفطريات هي “الكانديدا”. الحكة الصادرة من المريضة تؤدي الى احمرار فى
المنطقة المحيطة بالمهبل. تعالج مثل هذه الحالة باعطاء كبسولات تحتوى على مضاد للفطريات مثل “الكانستين”.
امراض الطفيليات:يؤدي تكاثرها الى افرازات غير طبيعية مع رائحة كريهة وحكة في الجلد. ومن اشهر
هذه الفطريات هى “ترايكوموناس”. وتنتقل عادة عن طريق الاتصال الجنسى. ويتم التشخيص عادة برؤية عينة
حديثة من عنق الرحم ويضع عليها نقطة من الماء لرؤية الطفيليات وهى تتحرك بسوط صغير
تحت المجهر. كما يمكن رؤيتها بمسحة عنق الرحم عند صبغها بصبغات خاصة. وتعالج باعطاء مضاد
حيوي “مترانيدازول”. ويجب ان يعالج الزوجين معا لقطع دابر المرض.
التهابات الفيروسات: تكشف هذه المسحة ان كان المريضة تعانى من التهاب الهربس. وهو من الالتهابات
الجنسية. ان اكتشف انها تعانى من هذا الالتهاب، فيجب معالجتها بسرعة. كما انه يجب ان
تتجنب المراة المصابة الولادة الطبيعية ان كانت حامل، لان ذلك يؤدى فى غالب الاحيان لامراض
مميته او معيقة للطفل المولود بمثل هذا الفيروس عند خروجه عن طريق المهبل. ويتم تشخيص
هذه الاصابة ليس برؤية الفيروس نفسه حيث انه صغير جدا. بل برؤية اثاره فى الخلايا.
حيث ان الفيروس يصيب نواة الخلية ويدمرها ويؤدي الى جسيمات داخل نواة الخلية مميزة لهذا
الفيروس. فان شككنا بوجود هذا الفيروس فيعمل للمريضة فحص دم تاكيدي. ويعالج مثل هذا الفيروس
باعطاء دواء “اسايكلوفير” والذي يجب ان يعطى بعد استشارة الطبيب.
ومن الالتهابات الفيروسية المنتشرة فى البلاد الغربية هو Human papilloma virus وبطلق عليه اسم HPV.
وهذا من الفيروسات التى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي. مخاطر هذا الفيروس هو انه المسبب
الرئيسي حول العالم لسرطان عنق الرحم. ويعمل هذا الفيروس عادة بالدخول الى نواة الخلية “المسطحة”
فى عنق الرحم. وبذلك يحول الجينات بداخل الخلية الى خلايا متكاثرة ومن ثم سرطانية. ويتم
تشخيص مثل هذا الفيروس برؤية اثره على الخلايا المسطحة حيث ان النواة تكبر فى الحكم
مقارنة مع حجم الخلية وتبدا بتدمير نفسها. فاذا وجدنا مثل هذه الخلايا فاننا ننصح المريض
بعمل فحوصات متقدمة لمعرفة نوع هذا الفيروس (حيث ان الانواع التى تصيب الانسان تزيد على
20 نوعا) وكل نوع له خطورة مختلفة عن الانواع الاخرى : فاخطر الانواع هو نوع
رقم 16 و18. اما الاقل خطورة فهو نوع 31 و36. فتعطى النصيحة للمريض حسب نوع
الفيروس والتغيرات التي احدثها فى الخلايا المسطحة.
3.كشف ضمور المهبل: هرمون الانتوى “الاستروجين” يؤدي الى تغيرات ملموسة فى المهبل. فان كان هذا
الهرمون بكمية ممتازة فان معظم خلايا المهبل تكون خلايا ناضجة وهنا اهمية لمنع وجود تقرحات
فى المهيل خاصة عند الجماع. اما ان قل هذا الهرمون كما يحدث عند المراة المخاض
او عند سن الياس فان الخلايا المغطية للمهبل”الخلايا المسطحة” تصبح غير ناضجة وتؤدي الى جفاف
فى المهبل وزيادة فرصة التقرحات عند الجماع وبالتالي الالتهابات. كما انه بامكاننا معرفة ان كانت
المراة فى سن الياس.
3. كشف تقرحات عنق الرحم: يغطي عادة عنق الرحم نوعان مختلفان من الخلايا. الجزء الخارجي
من عنق الرحم مغطاة بخلايا “مسطحة” مثل التي تغطي جلد الانسان الخارجي وهي خلقت للحماية
الاكبر للاحتكاك خاصة فى منطقة معرضة للاحتكاك نتيجة للاتصال الجنسي. اما الخلايا الاخرى فهي تغطي
القناة المؤدية من عنق الرحم الى الرحم وهى خلايا “عمودية” . هذه الخلايا قد تغطى
فى بعض الاوقات المنطقة الخارجية من عنق الرحم. فاذا تعرضت هذه المنطقة الى الاحتكاك خاصة
عند الجماع ادت الى نزيف فى الدم وخروج دم من فتحة المهبل، خاصة بعد الجماع.
وعلاج مثل هذه الحالة هو اعادة التوازن الى المنطقة عن طريق كي المنطقة فتعيد الخلايا
“المسطحة” للنمو مكان الخلايا العامودية ويتوقف النزيف بعد الجماع. وتشخيصنا لمثل هذه الحالة يكون برؤية
الخلايا العنقودية بكثرة فى مسحة عنق الرحم مصحوبة بدم ومتفاعلة فى شكلها بزيادة حجم خلاياها
وحجم نواتها مقارنة مع غيرها من الخلايا. وبذلك يستطيع طبيب النسائية معرفة سبب النزيف ومعالجة
المريضة.
4.الكشف عن بعض اسباب العقم عند النساء: حيث ان مسحة عنق الرحم تكشف ان كانت
المريضة تعاني من نقص من بعض المواد الغذائية مثل “الفوليك اسد” بوجود بعض التغيرات فى
الخلايا العمودية فى منطقة عنق الرحم، وبالتالي يصبح الوضع غير ملائم للحيوانات المنوية ويضعفها. وهذا
من الامراض المنتشرة فى المجتمعات الفقيرة قليلة التغذية.
5. كشف لحميات عنق الرحم: الخلايا العامودية والتي تغطي القناة المؤدية الى تجويف الرحم قد
تتكاثر نتيجة لتعرضها الى التهابات او كثرة الاحتكاك اثناء الجماع فيؤدي الى تكون لحميات داخل
هذه القناة. هذه اللحميات تكون عادة مصدر لنزيف دم من المهبل، وخاصة بعد الجماع. ولكنه
قد يحصل بدون جماع. كما انه قد يسبب الام فى اسفل البطن لكون اللحمية قد
تقفل قناة عنق الرحم، فيتقلص الرحم لاخراج الدم (خلال فترة الحيض) او افرازاته فى اوقات
مختلفة. ويكون التشخيص عن طريق وجود خلايا معينة فى المسحة تكون متفاعلة واحيانا متجمعة على
اشكال ثلاثية ويكون الوسط مليء بالدم.