الثناء على الله عز وجل من الامور الجميلة والتي تتميز بالروعة وذلك لان الثناء على
الله عز وجل يعكس الادب معه جل في علاه وذلك لما له من فضل كبير
علينا حيث انه هو خالقنا وانه هو رازقنا وانه هو راحمنا وله عظيم الفضل علينا
، فمن الادب لمن اراد ان يطلب من الله عز وجل شيئا ان يتقدم قبل
ذلك بالثناء عليه ويكون الثناء على الله عز وجل بحمده على النعم التي ينعم بها
علينا ويكون ايضا بمديحه وتمجيده وذلك ان الله عز وجل يحب المديح ويحب ان يمجده
الناس والعباد فقد قال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الشان ان
لا احد اليه المدحة من الله عز وجل ولذلك مدح الله نفسه ،
يشرع مدح الله عز وجل والثناء عليه قبل البدا في الدعاء والطلب منه جل في
علاه وقد ذكر ابن مسعود رضي الله عنه وارضاه انه في يوم من الايام كان
جالسا بالقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم فبدا رضي الله عنه بالثناء على
الله عز وجل والصلاة على رسوله الكريم صلوات ربي وسلامه عليه فاجابه النبي صلى الله
عليه وسلم وقال له : ( سل تعطه سل تعطه ) وفي هذا الرد لرسول
الله صلى الله عليه وسلم على الصحابي الجليل عبد الله ابن مسعود خير دليل على
ان الله عز وجل يحب المديح وانه من فضائل الدعاء ومن طرق استجابته من قبل
الله عز وجل ان يكون مبدوءا بالثناء على الله جل في علاه وبالصلاة على رسول
الله صلى الله عليه وسلم وذلك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد
اوصى اصحابه رضوان الله عليهم جميعا بذلك فقال لهم : ( اذا صلى احدكم فليبدا
بتمجيد ربه والثناء عليه ، ثم يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم
يدعو بعد بما شاء ) او كما قال عليه الصلاة والسلام والحديث عنه صحيح اخرجه
الامام مسلم ،
ومن صور الثناء على الله عز وجل ذكر صفات الله تبارك وتعالى وعاداته مع عباده
وكرمه وجوده ورحمته بهم وعظيم فضله ومنته عليهم حيث ان الله عز وجل يحب ان
يذكره الناس بصفاته العديدة ويكون ذلك بالثناء على الله عز وجل في الدعاء بذكر صفات
الرحمة فيه وذلك ان الله عز وجل رحيم ورحمته وسعت كل شيء بل ان الله
عز وجل ارحم بالانسان من نفسه ، ويكون الثناء على الله عز وجل ايضا بذكر
قوة الله عز وجل وقدرته الكبيرة في ادراة الاكوان بما فيها من سماوات واراضين وكواكب
وبحار واقمار ونجوم ، ويكون الثناء على الله عز وجل ايضا بذكر فضله ومنته على
الناس حيث انه هو الذي يرزقهم ويحفظهم من كل سوء ونحو ذلك .
