اللغة العربية الفصحى: هي لغة القران الكريم ولغة اهل الجنة.
وهي لغة ديننا الاسلامي الحنيف ولغة اجدادنا، وهي جسر التواصل بين الناس ،وهي من اللغات
الراقية والغنية بالفصاحة
والبلاغة منذ القدم.
وقد كان لها اهمية كبير فكانت لغة العلوم والاداب ولقلة اهتمام العرب بها اصبحت ضعيفة
وحلت محلها اللغة
الانجليزية في العلوم والمعارف وحتى في التخاطب،ولهجرنا لها بل لانها استئصلت منا فقد اصبح القران
صعب الفهم ،نقراه وكاننا البلهاء.. ونمر على مواعظه وقصصه واياته العظم مرور الكرام…لماذا؟ لاننا لا
نفهمه ولا نقف ازاء اياته لنتدبرها اولنتفكر فيها..بل نقراه لنقل اننا قرانا ..
اواتممنا الجزء او الختمة.. وماذا استفدنا من هذا الجزء اوالختمة؟!بماذا خرجنا؟؟ الاجر؟!!؟ وما قدر هذا
الاجر؟؟
بل من اين سناخذ الاجر ونحن انتهينا كما ابتداءنا!!؟
ولم نتدبر اياته ولم ننهل من بلاغته..ابتعادناعن لغتنا ابعدناعن القران الذي هو كلام الله.
صرنا نتخاذل حتى عن نصرة لغتنا..
ونولي اهتمامتنا با اللغات الاخرى..
نهتم بلغة الكفار لنرفع شانهم ونعزز ثقتهم بانفسهم بل ورضينا بكونها لغة العالم..
بالله من الاحق في ذلك ؟!
اوليست اللغة العربية لغة القران وكلام الله عالي الشان؟!!
كيف ننجح في دعوتهم للاسلام وهم يرون ضعفنا حتى في قولنا؟!!
انا لا اقل اهجروا اللغات الاخرى
(من تعلم لغة قوم امن مكرهم)
ولكن لان اللغة العربي لغة القران الكريم
فهي ستبقى حية في قلوب الناس ويجب علينا ان نحافظ عليها،
ولا ننسى ان عزة الامة ومكانتها في نفوس ابنائها ترتيط
بعزة لغتها والذي يثبت ذلك قول الشاعر(حافظ ابراهيم)
“وكم عز اقوام بعز لغات”
ولذلك اكرر مرارا انه يجب ان نهتم بلغتنا والا نجعل اللغات
الاخرى تسيطر علينا.
ولكن السؤال هو لماذا نتحدث اللغة العربية؟
والله ولن اخفي عنكم اني احترت في الاجابة عن هذا السؤال فقررت ان اكتب اراء
من هم اعلم مني ومنهم الدكتور محمد بن محمود فجال الذي اجاب :
(((ان من اهم عوامل ابداع الطلاب وحصولهم على اعلى المستويات في مناهجهم وتعليمهم ان يتم
شرح العلوم كلها لهم بلغتهم الام التي هي لغة العلم والمعرفة والثقافة في الوطن العربي.
فاذا اتقن التلميذ منذ صغره اللغة العربية الفصحى التي هي لغة الكتاب، واصبحت هذه اللغة
حية في ضميره ، وخالجت مشاعره واحاسيسه استطاع ان يقرا كل شيء ، ويفهم معناه
، بل ويفكر ، ويقترح ، ويناقش ، ويبتكر ، وبذلك يصل الى مرحلة الابداع
والانتاج والتاثير في مجتمعه ؛ لانه استطاع فهم العلوم والمعارف بلغته التي تعلمها منذ مرحلة
السليقة والفطرة .
اما لو كانت اللهجة العامية هي التي تخالج مشاعره ، وهي الحية في ضميره كان
هذا مختلفا عن اداة الثقافة الحقيقية ، ولاصبح تفكيره غير انتاجي ، وغير ابداعي ؛
لانه يفكر بغير لغة العلم .فالتفكير ينبغي ان يكون بلغة العلم ، وباسلوب التعليم الهادف
.
واكتساب المفهومات العلمية في مرحلة مبكرة ومدى اتقانها هما اللذان يقران مصير النمو العقلي للطفل
، ويحددان منهج التفكير لديه ، ومستقبل حياته العلمية والعملية .وقد اثبت علماء اللغة بان
الكلام الفردي للطفل يولد الكلام الداخلي الذي له علاقة وثيقة بالابداع ..وكذلك على التلميذ ان
يتحدث بالفصحى في المحافل فهي اللغة التي تربط بين ابناء الوطن العربي ، وهي التي
تؤلف القلوب ، فكيف يفهم الشرقيون على اهل المغرب العربي اذا لم يتقنا اللغة العربية
الفصحى ،ويجب على الدعاة والخطباء والمعلمين والمذيعين تنزيه انفسهم عن التحدث بالعامية ؛ لان الفصحى
هي اللغة التي تليق بهم ، فهم يريدون ايصال معلومات الى الناس واقناعهم بها ،
فان لم تكن لديهم ثقافة لغوية تمكنهم من ذلك فشلوا في اداء رسالتهم .
وعندما لا يستطيع المتحدث بها التعبير عن افكاره ، فهذا ليس عيبا في اللغة ،
وانما في ضحالة الثروة اللغوية وفقرها لديه ، وعندما يعجز عن الابانة عما يعتلج في
فكره ، فعندئذ تتهم اللغة بانها معوقة الابداع .وذلك مثل الذي لا يستطيع صعود الجبل
لضعف همته وقدرته ، فيطلب من الجبل الانخفاض والدنو ، ويكون الخطا على الجبل الذي
علا وارتفع وكان ينبغي ان لا يظل شاهقا، ليناسب ضعاف الهمة والعزيمة !! .
ان الامر يحتاج الى ارادة قوية ، وعزيمة حازمة ، وايمان جازم بقدرة الفصحى على
استيعاب العلوم والمصطلحات كلها .ولا ننس ان الاجيال الواعدة هم الان امانة عندنا ، فنحن
الذين ننشئهم ونعودهم وندربهم ، وسينشؤون على ما عودناهم عليه ،،،فالطفل يكتسب اللغة فطريا في
مرحلة الصغر من بيئته اللغوية التي يعيشها ، وتصبح لديه سليقة .
فمن توانى او تراخى في استخدام اللغة العربية الفصحى مع طلابه فانه يكون مقصرا تقصيرا
بينا بحق نفسه ، وبحق امته ، ومن ادعى غير ما ذكرت فقد اخطا ووهم
.)))
© الفرق بين لغتنا واللغات الاوروبية
تمتاز لغتنا العربية بثباتها ورسوخها عبر اكثر من الف وخمسمئة عام حيث انها ربما تكون
اللغة الوحيدة في العالم التي لم يطرا عليها تغييرات جذرية. اذ يستطيع العربي المتعلم ان
يقرا كتب التراث والمخطوطات القديمة على ما بها من اختلاف اشكال الخط بيسر نسبي،والامر في
اللغات الاوروبية مغاير وذلك حيث طرا عليها كثير من التغيير.
لقد وصل عدد اللغات الاوروبية اليوم احدى واربعين لغة في خمسة واربعين دولة، وبعد ان
كان معظم هذه اللغات متشابه الاصل ويعود للجذور ذاتها ويختلف اختلافا سطحيا بما يمثل اللهجات
من منطقة الى اخرى، صارت اللهجة اليوم لغة مستقلة وتمثل مجتمعا بعينه.
يعود هذا الامر الى حقيقة ان اكثر اللغات الاوروبية تركيبية واللغة العربية معربة وقد فقدت
معظم اللغات الاوروبية ابنية اعرابها بينما تنبه علماؤنا منذ القدم وخصصوا كتبا وفصولا في كتبا
عن “خصائص العربية” و”دقائق التصريف” و”النظم” في تركيب الجمل، وغيرها من المقومات الاساسية التي تدخل
في صميم طبيعة اللغة فحافظت على كينونتها ووجودها.
صحيح ان اللغة العربية مرت باوقات عصيبة كتلك التي سجلها ابن خلدون في مقدمته وليس
الوضع اليوم باحسن منه بالامس، اذ يمر بالعربية في وقتنا المعاصر ازمات نتيجة تاثرها بالوضع
السياسي والاجتماعي العام المنتشر في وطننا العربي والنزاعات بين الدول المتجاورة والنزاعات الداخلية وبروز العصبيات
القبلية، الا انها بفضل الله سبحانه وتعالى استمرت لغة واحدة طيلة هذه القرون رغم ما
يهددها من مخاطر خارجية،، ففرض السيطرة اللغوية احد ابرز اساليب الاستعمار الخارجي، وهذا ما يقع
فيه الجيل المعاصر لابناء اللسان العربي حيث تفرض علينا بطرق مباشرة وغير مباشرة مظاهر لغوية
استعمارية مختلفة، ابرزها في الوقت الراهن النداءات الخارجية التي تحث عناصر من ابناء امتنا وهم
غير واعين لخطورة ما يقدمون عليه- على الكتابة والتاليف باللهجات المحلية وابراز الاختلاف بين لهجة
بلد عربي واخر مجاور له او بعيد عنه. فهناك الان قاموس للهجة المصرية المحكية واخر
للهجة السودانية وثالث في مرحلة الاعداد للهجة السورية ورابع للهجة الاردنية وجميعها قد خصص لاعدادها
دعم مادي غربي كبير.