مؤلم ان يبتلي الانسان بداء العشق، والاكثر ايلاما ان يكون من يعشقه لا
يشعر به، فيجد الانسان ان مشاعره مثل النهر المتدفق والذي يضيع ماؤه عند
نهاية المطاف هباء في البحر، فلا يصبح البحر ماؤه عذبا وصافيا ولا يتوقف
النهر عن التدفق والجريان.
قصة
مؤلمة اخرى من قصص العشاق يرويها لنا السراج فيقول: ان العلاء بن عبد
الرحمن التغلبي كان من اهل الادب والظرف، فواصلته جارية من جواري القيان،
فكان يظهر لها ما ليس في قلبه، وكانت الجارية على غاية العشق له، والميل
اليه، فلم يزالا على ذلك حتى ماتت الجارية عشقا ووجدا به، فذكرها بعد
ذلك واسف على ما كان من جفائه لها واعراضه عنها، فراها ليلة في منامه وهي
تقول له:
اتبكي بعد قتلك لي، iiعليا فهلا كان ذا اذ كنت iiحيا
سكبت دموع عينك في انهلال ومن قبل الممات تسيء iiاليا
فيا قمر برى جسمي iiوروحي ويقتلني ما ابقى عليا
اقل من النياحة iiوالمراثي فاني ما اراك صنعت iiشيا
قال: فزاد ما كان عليه من الاسف والغم والبكاء، حتى فاضت نفسه فمات.